فرضت الأجهزة الأمنية في بغداد إجراءات مشددة، وقطعت الجسور، وعزلت مناطق عن أخرى، للحيلولة دون خروج تظاهرات شعبية تندد بالفساد وتطالب بإصلاحات، فيما جدد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني مطالبته بحماية الأبرياء وأملاكهم في الفلوجة. وشملت الإجراءات الأمنية في العاصمة قطع جسور الجمهورية والسنك والشهداء والمعلق وملعب الشعب والربيعي والجادرية٬ اضافة الى ساحات التحرير والطيران وكهرمانة والأندلس والخلاني والوثبة، كما تم قطعت شوارع النضال والسعدون وأبو نواس، وكلها تؤدي الى ساحة التحرير حيث مكان تجمع المتظاهرين أسبوعياً. وقال النائب من «جبهة الإصلاح» عبد العظيم عجمان ل «الحياة» ان «الإجراءات خنق لحرية التعبير السلمي، وستزيد النقمة الشعبية على الحكومة لأنها لم تف بوعودها في إجراء إصلاحات حقيقية». إلى ذلك، أصدرت المرجعية الدينية العليا توجيهات الى المقاتلين ب «رعاية حرمات الناس في المعارك الدائرة ضد داعش في الأنبار». وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة: «نشارك في هذه الأيام الآلاف من إخواننا وأحبتنا في القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر في معارك ضارية لتخليص الأنبار من سطوة داعش، وإننا إذ نكرر بالغ الثناء عليهم وعظيم الاعتزاز بجهودهم وبكل قطرة دم يبذلونها في سبيل الدفاع عن الوطن والشعب والمقدسات، يجب ان نذكِّر بتوجيهات المرجعية في رعاية حرمات الناس في مناطق القتال تأكيداً لما في ذلك من أهمية بالغة». وتابع «الله الله بالنفوس لا يستحلن (أحد) التعرض لها بغير ما أحل الله في حال من الأحوال، فما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة، وما أعظم الإحسان في وقايتها وحمايتها، فلا يجوز سفك الدماء الحرام من دون مسوغ شرعي وهذا غير محلل ونحذر منه». وزاد أن «سفك الدماء يوجب عليه القصاص ويُخلف الأيتام وزوال النعمة والأمان ويبتلى مرتكبه بالذنب وقد تزول الدولة التي يسفك فيها الدم، وأول شيء يحاسب الله به يوم القيامة سفك الدماء». وأشار إلى أن «المرجعية الدينية العليا تشدد على حرمة الناس من غير المقاتلين مع داعش حتى وإن كانوا من أقربائهم او من أهلهم وذويهم، فالله الله في الحرمات فإياكم والتعرض لها أو انتهاك شيء منها بلسان أو يد، وأحذروا من الأخذ بشخص في ذنب غيره». وأكد «عدم جواز التمثيل بقتيل ولا هتك ستر ولا دخول دار او تعرض من فيها لسب وشتم، ولا يؤخذ (أحد) بجريرة شبهة الآخرين، وإنما يؤخذ بالحجة والدليل الشرعي ولا يجوز التعرض لأموال الإرهابيين لأنها تعتبر إرثاً». من جهة أخرى، قال خطيب الجمعة في مسجد الكوفة مهند الموسوي إن «لصوصا (لم يسمهم)، موجودون الآن في الخطوط الأمامية لجبهات القتال»، مشيراً إلى «أنهم سمحوا لداعش في احتلال بعض مناطق العراق». ولفت إلى أن «الولاياتالمتحدة تؤسس لمعارضة جديدة للحكومة العراقية، تقودها شخصيات مشبوهة». وأضاف أن «دماء الشهداء وأنين اليتامى وحرقة الأرامل كلّها معصوبة في رقابهم وذممهم». وعن التظاهرات التي تشهدها البلاد قال إن «حركة التحرير تصاعدت وأثمرت مع التظاهرات السلميّة»، موضحاً أن «مشروع الإصلاح الوطني بتظاهراته واحتجاجاته السلمية حق يمارسه العراقيون ولن ينتهي حتى ينتهي الفساد والفاسدون إلى مصير أسلافهم من الطواغيت والمجرمين». وأكد أنه «لم يعد خافياً على الجميع أن التظاهرات الإصلاحيّة التي نهض بها الشعب انطلقت من إرادة عراقية خالصة تريد إنقاذ الوطن من الفساد والخراب والطائفية». وخاطب الموسوي رئيس الوزراء حيدر العبادي قائلاً «ألا ترى أن قمع التظاهرات في الجمعتين الماضيتين أصاب المتظاهرين والقوات الأمنية على حد سواء»، متسائلاً «مَن هؤلاء الذين يعتدون على المتظاهرين والقوات الأمنية؟ هل هؤلاء مندسون في خضرائكم؟».