واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - اقرّ مجلس النواب الاميركي موازنة اضافية للسنة الحالية من اجل تمويل تعزيز العمليات في افغانستان، في وقت يستمر تراجع شعبية هذه الحرب. ويتيح القرار الذي جرى تبنيه بعد سلسلة من عمليات التصويت ضخ اكثر من 30 بليون دولار في العمليات الحربية في افغانستان، من اجل تمويل ارسال 30 الف جندي اضافي في اطار الاستراتيجية الجديدة للرئيس الاميركي باراك اوباما. وكان مجلس الشيوخ صادق في ايار (مايو) الماضي على تخصيص اموال اضافية. لكن اضافة مجلس النواب 10 بلايين دولار للتعليم ولتمويل اعمال اخرى غير عسكرية سيعيد النص الى مجلس الشيوخ الذي سيناقشه بدءاً من 12 الشهر الجاري بعد العطلة البرلمانية، علماً ان وزير الدفاع روبرت غيتس كان طلب المصادقة على تمويل الجنود قبل الرابع من الشهر الجاري. ومنح النقاش في مجلس النواب فرصة لتعبير المعارضين للحرب عن رأيهم. وقال النائب الديموقراطي دينيس كوسينيتش، احد ابرز المعارضين لإرسال جنود اميركيين في افغانستان لعدم اعتقاده بإمكان احراز انتصار عسكري: «لماذا نستمر في ارسال قواتنا في هذه المهمة المستحيلة». ونصت الموازنة ايضاً على تخصيص اموال للانسحاب من العراق ولمساعدة باكستان وللوكالة الاميركية لإدارة الأزمات المكلفة المساعدة في الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير او الفيضانات. على صعيد آخر، قتل اربعة اشخاص بينهم اجنبيان في هجوم انتحاري تبنته حركة «طالبان» واستهدف مكتباً منظمة «ديفلوبمنت الترناتيفز» الاميركية للمساعدة في التنمية في ولاية قندوز الهادئة نسبياًَ شمال افغانستان، حيث استمر تبادل النار نحو 5 ساعات. واوضح محمد رزاق يعقوبي، قائد الشرطة في قندوز، إن القتيلين الاجنبيين يعملان لحساب المنظمة الاميركية، وهما الماني وفيليبيني. اما الآخران فحارس امن وشرطي افغانيان، فيما جرح حوالى 20 شخصاً بينهم مدنيون وشرطيون، مشيراً الى اقتحام اربعة من عناصر «طالبان» مكتب المنظمة، فجر اثنان منهما حزاميهما الناسفين. وتبنت «طالبان» العملية، وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد إن «ستة انتحاريين هاجموا مكتب المنظمة الاميركية التي تستفيد المنظمة من دعم الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد). واستهدفت هجمات منظمات اميركية للمساعدة على التنمية في الشهور الاخيرة، خصوصاً في ولايتي هلمند وقندهار الجنوبيتين، حيث تتكثف المواجهات مع المتمردين. الى ذلك، اعلنت قيادة الحلف الاطلسي (ناتو) مقتل جندي في صفوفها، في هجوم شنته «طالبان» شرق افغانستان، ما رفع الى 324 عدد الجنود الاجانب القتلى في البلاد منذ مطلع السنة. وفي مؤتمر نظمه معهد «اتلانتك كاونسل» للبحوث في واشنطن اعلن الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان ستيفان دو ميستورا ان «طالبان ترفع سقفها في افغانستان، لكنها مستعدة لسلوك طريق الحوار لأنها تعلم انها لا تستطيع الانتصار في الحرب، كما تعرف ان الافغان لا يريدونها». واضاف: «تحاول طالبان ان تظهر انها تنتظر ما ندعوه مفاوضات على الحامي»، ما يعكس تعارض اقواله مع تلك ل «طالبان» التي تؤكد عدم رغبتها في الحوار مع اي كان «طالما لم تغادر القوات الاجنبية افغانستان».