تمثيل: إيزابيل هوبير، لوران لافيت غاب المخرج عن السينما الأوروبية التي شهدت جذوره، سنوات، ليعود في هذا الفيلم الذي أطنبت الصحافة الفرنسية في الحديث عنه مُذ أُعلنت مشاركته في المسابقة الرسمية ل «كان». شارك إذاً لكنه مرّ مرور الكرام رغم حبكته القصصية الجميلة ووجود هوبير الرائع فيه. فهو لم يَعْد كونه عملاً بوليسياً سيكولوجياً يتضمن الكثير من الافتعال عن امرأة تُغتصب لينتهي بها الأمر وسط تحقيقات الشرطة، إلى الانبهار بمغتصبها، وذلك على الأقل حتى لحظة القلبة المسرحية الأخيرة التي كان يفترض بها أن تفاجئ، لكنها ستبدو متوقعة منذ منتصف الفيلم. } «أكواريوس» إخراج: كليبير مندوثا فيليو - تمثيل: سونيا براغا، إيراندير ساتوس منذ لحظة عرضه في المسابقة الرسمية ل «كان»، صار هذا الفيلم البرازيلي المتقشف، الفيلم المفضل لدى النقاد، وظل حتى اللحظات الأخيرة مرشحهم للسعفة، وكذلك ظلت بطلته واحدة من المرشحات الأكثر حظاً لأفضل ممثلة. لكن التوقعات خابت، ليشعر كثر بأن هذا الفيلم ظُلم بموضوعه المتحدث عن امرأة ستينية تكافح للبقاء في البيت الذي تعيش فيه بعمارة استثنائية، وذلك في وجه المضاربين العقاريين الذين تدخل معهم في نوع مدهش من «حرب باردة»، وكذلك ظُلم من ناحية بطلته التي قامت هنا بواحد من أبدع الأدوار السينمائية في أفلام «كان» لهذا العام على كثرة هذه الأدوار. } «الفتاة المجهولة» إخراج الأخوين داردان - تمثيل: آديل هانيل، أوليفييه بونو عمل آخر من سلسلة أفلام الأخوين البلجيكيين ذات النزعة الإنسانية ولعبة التحقيق سعياً وراء حقيقة ما. السعي تقوم به هنا طبيبة شابة في منطقة نائية. أما التحقيق فيتوق إلى معرفة اسم وهوية صبية دقت ذات مساء بعد إقفال العيادة، الباب على الطبيبة فلم تستجب لها. عند الصباح يُعثر على الزائرة المجهولة ميتة، فيغمر الطبيبة شعور بالذنب يدفعها إلى البحث، بالتوازي مع عمل الشرطة، عمن تكون الفتاة ومن الذي تسبب في الحال التي دفعتها ليلاً إلى طرق باب العيادة. طبعاً، سيتكلل المسعى بالنجاح، على عكس مسعى المخرجين للحصول على الجائزة في «كان». فالفيلم جاء مملاً وفشله أتى ليقول لأصحابه: آن أوان البحث عن مواضيع جديدة! } «الوجه الأخير» إخراج: شون بن - تمثيل: تشارليز ثورون، خافيير بارديم لم يحدث في تاريخ «كان» الحديث أن هوجم فيلم بمقدار ما هوجم هذا الفيلم، ولم ينل أي فيلم من علامات النقاد أقل مما ناله فيلم شون بن هذا الذي، مع ذلك، كان منتظراً بلهفة أكثر من أي فيلم آخر، لا سيما أن هذا الفنان غاب عن الإخراج منذ 15 عاماً. فالحكاية التي تدور في أفريقيا في أجواء حروبها ومجازرها وفي أوساط جماعة «أطباء بلا حدود»، لم يحرك المشاعر - ولا حتى بالنسبة إلى حكاية الغرام التي تشغله والمليئة بسماجة وتكرار لا يطاقان - ولا التفكير لجهة خطابية حوارات الفيلم وامتلائها بالادعاءات الإنسانية المفتعلة. أما مشاهد الجثث والأحشاء الخارجة من الأجساد فحدّث ولا حرج.