تختلف المظاهر الانتخابية من دورة إلى أخرى لكنها تتمسك بطابعها التنافسي الذي يبيح اتباع كل السبل من أجل الفوز بالمقعد، وهو ما بدا جلياً في انتخابات الغرفة التجارية بالرياض التي أسدلت ستارها أمس (الخميس)، إذ بذل المرشحون كل ما لديهم من وسائل لجلب أكبر عدد من الناخبين، ما دعاهم إلى الاستعانة بمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «أبوجركل» و«أبو جفين» عوضاً عن البرنامج الانتخابي، في مقابل مبلغ يدفعه «تاجر» يثق في تأثير «مشهور» أكثر من ثقته في نفسه وبرنامجه. ولم تستطع الغرفة التجارية السيطرة على مرشحيها لانتخابات مجلس إدارتها في دورتها ال17، فتهافتت «ذرائع» المرشحين لجلب أكبر عدد من الأصوات، فبعضهم استخدم الحواجز البشرية الكثيفة لمنع الناخبين من الوصول إلى مرشحيهم، ولجأ إلى سحبهم بالقوة الناعمة إلى مركزه الانتخابي المليء بما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات والضيافة. ومع أن الغرفة اشترطت على المرشح تعيين ثلاثة ممن يمثلونه في المقر الانتخابي، إلا أن الواقع يضاد ذلك، إذ تحوّل المكان إلى «حراج انتخابي»، تعالت فيه أصوات رجالات الحملة وهم يحملون صورة مرشحيهم، ويصيحون: «قرّب عندنا»، على أن يتقاضى هؤلاء الهاتفون 100 ريال لليوم الواحد، في مقابل حمل الصور والشعارات، وكأنها سوق سوداء، تزيد فيها المبلغ، وتسحب الممثل لصالحك. وجالت «الحياة» في المركز الانتخابي وحول صناديق الاقتراع، لتأخذ رأي الناخبين في ذلك، الذين أتى بعضهم للتصويت لمرشحه بمجرد المعرفة الشخصية، من دون التعرف على البرنامج الانتخابي وما سيقدمه، فيما أتى بعضهم «فزعة» لمرشحه، بناءً على صلة القرابة أو ما شابه. وأكد أحد المرشحين ل«الحياة» (طلب عدم ذكر اسمه) «أن التنافس أصبح لصالح من يملك المال والجاه الأكثر، ومن يقدم الخدمات الفارهة للناخبين، من السيارات والأطعمة والمشروبات، ومن يستعين بقوته بعدد الممثلين عن حملته الانتخابية، ومن لا يستطيع أن يمثل مقره الانتخابي يستعين بالمشاهير وبالوسائل الأخرى، غير البرنامج الذي ليس فيه أية رؤى أو خطط مستقبلية للنهوض». وأضاف: «الغرفة التجارية تتنازل عن شروطها لشخص دون آخر، خصوصاً الذين يملكون نفوذ المال والجاه».