تراجعت أسعار النفط أكثر من واحد في المئة أمس، بعد انتهاء الاجتماع الوزاري لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من دون إقرار أي تغيير واضح في سياسة المنظمة الخاصة بإنتاج الخام. وتابع المتعاملون في السوق اجتماع فيينا بحثاً عن أي مؤشرات على اتفاق لإحياء نظام سقف الإنتاج الجماعي للمنظمة الذي اقترحته السعودية ودول أعضاء أخرى، أو تطبيق نظام الحصص الفردية للدول الأعضاء الذي اقترحته إيران. ولم يشر البيان الختامي إلى أي سقف للإنتاج. وقال ناطق باسم «أوبك» في وقت لاحق إن المنظمة أكدت التزامها الحفاظ على استقرار سوق النفط وإن اجتماعها المقبل سيكون في 30 تشرين الثاني (نوفمبر). ووصف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح الاجتماع بأنه «ممتاز». وقال «إن من السابق لأوانه وضع أي سقف مصطنع لإنتاج النفط». وأكد لصحافيين أنه ليس قلقاً من تدفق النفط الصخري في ظل سعر 50 دولاراً للبرميل. وشدد على أن «أوبك قد لا تعود إلى أسلوبها السابق في شأن إدارة السوق». وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه: «لم نتلق إشارات من أي عضو في أوبك إلى رغبته في زيادة الإنتاج». ولفت وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إلى أن «أوبك قررت التريث قليلاً مع تراجع الإمدادات». ووصف وزير النفط الكويتي بالوكالة أنس الصالح الاجتماع بأنه «إيجابي». وبعد تسع سنوات ونصف سنة من التمديد للأمين العام ل «أوبك» عبدالله البدري، تمكنت المنظمة من تعيين خلف له هو النيجيري محمد بركندو الذي عمل سابقاً أميناً عاماً للمنظمة بالوكالة وكان مساعداً لوزير النفط النيجيري الراحل ريلوانو لقمان. ويتسلم بركندو منصبه الجديد في آب (أغسطس). ولم يكن الإبقاء على سقف الإنتاج من دون تغيير مفاجئاً للأسواق التي توقعت ان تبقي المنظمة على سقف إنتاجها. ففي وقت سابق أمس أعربت السعودية عن ثقتها بأن أسعار النفط ستواصل انتعاشها ما عزز التوقعات بأن تقرر المنظمة مواصلة إنتاجها من النفط كالمعتاد في اجتماع فيينا. وأكد الفالح ان المنظمة «راضية جداً» عن سوق النفط وأشار إلى أن «عودة التوازن» إلى السوق يساعد في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع. وإثر انتهاء الاجتماع، جرى تداول خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة عند 49.15 دولارا للبرميل بانخفاض 57 سنتاً أو 1.2 في المئة، بعدما لامس أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 48.84 دولاراً للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 78 سنتاً أو 1.3 في المئة إلى 48.23 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه أكثر من واحد في المئة في وقت سابق اليوم. وقال تجار إن أسعار النفط الخام تعرضت إلى ضغوط أيضاً بسبب ارتفاع مؤشر الدولار بعد تصريحات لرئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي أثرت سلباً في سعر صرف اليورو. وجاءت تصريحات دراغي بعدما قرر المصرف تثبيت أسعار الفائدة على العملة الموحدة عند مستوياتها المتدنية.