احتدم الجدل بين الحكومة المغربية والمركزيات النقابية حول مدى التجاوب الشعبي مع دعوة الأخيرة إلى الإضراب العام أول من أمس. وأعلنت مصادر المركزيات النقابية إن قطاع الوظيفة العامة التزم بنسبة فاقت ال 72 في المئة بالإضراب، مقابل أكثر من 80 في المئة في قطاع الجماعات المحلية، في حين رأى وزير الوظيفة العامة محمد مبدع إن النسبة لم تتجاوز 20 في المئة. ونشرت المركزيات النقابية وهي: «الاتحاد المغربي للعمل» و»الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل» و»الاتحاد العام للعمال» و»الفيديرالية الديموقراطية للعمل» بيانات توضح ارتفاع نسبة الالتزام بالإضراب في القطاع العام. في المقابل، أكد الوزير مبدع أن الإضراب حق يضمنه الدستور، لافتاً إلى أن النسب التي تحدثت عنها المركزيات النقابية «اتسمت بالمبالغة»، مشيراً إلى استمرار العمل في الإدارات والوزارات، ورأى أن خصم يوم الإضراب من الموظفين «غير قابل للنقاش». إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران عزمه إقرار قانون ينظم الإضراب في البلاد، في إشارة إلى ردود الأفعال التي تلاحقت على خلفية لجوء الحكومة إلى الاقتطاع من أجور الموظفين المضربين. وقال بن كيران إن حكومته لا تنطلق من بواعث تفرق بين مكونات المجتمع، وأنها ملتزمة «تيسير مجالات رجال الأعمال، والدفاع عن المزارعين والطلاب والعمال والأرامل» كونها حكومة «كل الشعب المغربي، وليست حكومة فئة من دون غيرها». واستغرب رئيس الحكومة كيف أن الجميع يدعو إلى الإصلاح وينادي به «لكن لا يوجد مَن هو مستعد لذلك». غير أنه شدد على المضي قدماً في تنفيذ خطته الإصلاحية، من ضمنها مشروع قانون الإحالة على التقاعد الذي تناهضه المركزيات النقابية التي نفذت الإضراب العام. إلى ذلك، عرض بن كيران إلى الطابع الإستراتيجي للعلاقات بين بلاده وأوروبا قائلاً إن الدول الأوروبية «لم تعد تنظر إلى المغرب كدولة عادية في العالم العربي والإسلامي، بل كدولة لها خصوصياتها تقتضي معاملة خاصة». وقلّل من شأن الخلافات الطارئة، مؤكداً أن المغرب «لا يمكن أن يقطع علاقاته الاقتصادية مع أوروبا». على صعيد آخر، لم يصدر عن الرباط أي رد فعل رسمي على رحيل زعيم جبهة ال «بوليساريو» محمد عبد العزيز الذي غيبه الموت أول من أمس، بعد مرض عضال. وقال زعماء سياسيون مغاربة إنهم يصنفون الراحل على أنه «مواطن مغربي» في إشارة إلى ولادته في مدينة مراكش، وأن والده الشيخ محمد خليلي الركيبي لا يزال يقيم في بلدة «القصيبية» وسط المغرب. واستبعد مراقبون حدوث تغيير في توجهات بوليساريو، نظراً إلى تأثير النفوذ الإقليمي في تحركات الجبهة.