تعلق القارة السمراء آمالها على المنتخب الغاني من أجل تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في بلوغ الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، عندما يلتقي اليوم (الجمعة) على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ مع الأوروغواي التي تحنُّ بدورها إلى ماضيها البعيد عندما توجت باللقب العالمي عامي 1930 و1950. لم يسبق لأي منتخب أفريقي التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم وتبقى أفضل نتيجة لها الدور ربع النهائي، إذ بلغته الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا في النسخة الحالية. وهي المرة الأولى التي تلتقي فيها غانا والأوروغواي، وتبدو كفة الأخيرة راجحة نسبياً بالنظر إلى خبرتها الكبيرة في البطولات الكبرى بينها 10 مرات في العرس العالمي، إذ أحرزت اللقب عامي 1930 و1950 وبلغت دور الأربعة عامي 1954 و1970 وربع النهائي عام 1966، فيما تشارك غانا للمرة الثانية على التوالي في النهائيات بعد الأولى عام 2006 عندما خرجت من الدور الثاني على يد البرازيل (صفر-3). وأكد مدرب المنتخب الغاني الصربي ميلوفان راييفاتش أن فريقه يملك الإمكانات «لكتابة التاريخ ويصبح أول منتخب قاري يبلغ دور الأربعة للعرس العالمي». وقال راييفاتش في تصريح له في معسكر المنتخب الغاني في موغواسي: «سنحاول الاسترخاء. وجودنا في دور ربع النهائي مهم جداً بالنسبة لنا. لسنا مطالبين بتحقيق أي نتيجة لكننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل كتابة التاريخ». وأردف قائلاً: «سنواصل اللعب بالطريقة ذاتها التي قادتنا إلى ربع النهائي. نحن لا نفرض أسلوب لعبنا لكننا نحاول الاستفادة من نقاط ضعف خصومنا»، مضيفاً: «المهم هو أن تنجح في تغيير خطة اللعب في الوقت المناسب خلال المباراة». لكن راييفاتش يواجه مشكلة حقيقية في ربع النهائي بسبب إيقاف أندري آيوو، نجل أسطورة كرة القدم الغانية عبيدي بيليه، والمدافع جوناثان منساه لحصولهما على الإنذار الثاني في المباراة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدة، والإصابات التي يعاني منها كيفن برينس بواتنغ والقائد جون منساه والجناح صامويل اينكوم، إذ تعد مشاركتهما أمام الأوروغواي غير مؤكدة. في المقابل، تسعى الأوروغواي إلى مواصلة عروضها الجيدة في البطولة من خلال استغلال المعنويات العالية أيضاً بعد فك نحس الخروج من الدورين الأول (1974 و2002) والثاني (1986 و1990) في مشاركاتها الأربع الأخيرة، وبلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970، وهي ترصد دور الأربعة للمرة الأولى منذ 40 عاماً. واعترف مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز بأن المباراة التي يخوضها فريقه أمام غانا ستكون «الأهم في العقود الأخيرة» لكرة القدم الأورغوانية. وقال تاباريز: «لا أعرف ما إذا كانت المباراة الأهم في حياتي كمدرب، لكن هي كذلك بالنسبة إلى كرة القدم في الأوروغواي، إنها المباراة الأهم منذ فترة طويلة، لأن تحقيق الفوز على غانا سيعني الوصول إلى أشياء كنا نبحث عنها، ليس الآن، وإنما منذ وقت طويل مثل أن نعود من جديد بين أفضل أربعة منتخبات في العالم». ويعوّل تاباريز على قوته الهجومية الضاربة، والتي شكلها مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني دييغو فورلان ومهاجم أياكس أمستردام الهولندي لويس سواريز، إذ سجل الأول هدفين في مرمى جنوب أفريقيا في الدور الأول، وسجل الثاني 3 أهداف بينها الثنائية في مرمى كوريا الجنوبية (2-1) والتي قادت الأوروغواي إلى هذه المرحلة.