مقديشو - أ ب، أ ف ب، رويترز - قال مسؤولون طبيون، أمس، إن قتالاً عنيفاً اندلع خلال ليل الإثنين - الثلثاء بين متمردين إسلاميين وقوات مؤيدة للحكومة الصومالية في العاصمة مقديشو مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وقال رئيس جهاز الإسعاف في مقديشو رفاعي محمد إن رجاله جمعوا جثثاً من شوارع العاصمة، في حين قال مسؤولون في مستشفيين إنهما تلقيا ما لا يقل عن 45 شخصاً للعلاج. وتراجعت حدة القتال صباح أمس، لكن صوت رصاص متفرّق كان يُسمع في أنحاء مختلفة من العاصمة. وأبلغ عبدالفتاح حسن الذي يسكن قرية سيناي في شمال مقديشو وكالة «أسوشييتد برس» أنه رأى المتمردين يُطلقون قذائف في اتجاه قصر الرئاسة وأن مقاتلين مؤيدين للحكومة ردوا على مصدر النار. وقال المسؤول الأمني الحكومي الكولونيل ياسين هايلي إن الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد وطاقم الرئاسة بخير. واستهدف المتمردون قصر الرئاسة سابقاً لكنهم لم يُلحقوا به سوى القليل من الضرر. وقال الرئيس أحمد يوم الإثنين إن الناس الذين يقفون وراء القتال الذي اندلع في العاصمة خلال نهاية الأسبوع الماضي هم أعداء للسلام، لكنه على رغم ذلك مستعد للحوار مع معارضيه. ونقلت وكالة «رويترز» عن منظمة «ايلمان للسلام وحقوق الإنسان» أن المعارك بين حركة «الشباب» والقوات الموالية للحكومة في مقديشو أدت منذ الأسبوع الماضي الى مقتل 113 شخصاً واصابة 330 آخرين وإلى فرار 27 الف مدني من المدينة. وأشارت إلى «اشتباك قاتل» يوم الاثنين بين الشرطة وجنود من الجيش، وإلى حدوث انشقاق في المعارضة بعدما أثار أحد «أمراء الحرب» خلافات بين فصيلين متمردين. وأوردت أن شيخ يوسف محمد سياد سلّم السيطرة على مئات المقاتلين و19 عربة عسكرية (شاحنات تحمل رشاشات) إلى الشيخ حسن ضاهر عويس، وهو زعيم بارز من زعماء المعارضة. وزادت أن هذا الأمر أغضب زعماء حركة «الشباب» الذين يقاتلون أيضاً ضد الحكومة الجديدة الضعيفة في البلاد. ونقلت معلومات عن نية حركة «الشباب» إعدام شيخ يوسف، وانها «أمرت (عويس) بتسليم نفسه وأسلحته، لكن عويس قال إنه يفضّل القتال ضد حركة الشباب». وعويس عضو في الحزب الإسلامي الصومالي وهو مجموعة تضم منظمات المعارضة التي تشمل «التحالف من اجل إعادة تحرير الصومال». وقالت حركة «الشباب» يوم الأحد إنها تزمع «تطهير» العاصمة مقديشو عاجلاً أو آجلاً. وذكرت وكالة «فرانس برس»، من جهتها، أن الإسلاميين المتمردين أقروا للمرة الأولى أمس بأن مقاتلين أجانب حاربوا إلى جانبهم في المواجهات الأخيرة مع القوات الحكومية في مقديشو. وقال الشيخ حسين علي فيداو المسؤول عن الشؤون الاقليمية في «الشباب» للصحافيين: «يخطئون من يُسمّون إخواننا المسلمين «أجانب». لقد أتوا لمساعدة إخوانهم في الصومال، إذاً لا يمكننا القول إنهم أجانب». وأضاف: «بعد النداء الذي وجهه المجتمع الصومالي، انضم الينا إخواننا المسلمون للدفاع عن بلدنا ضد المحتلين الآتين من إثيوبيا». ولم يشر فيداو إلى عدد هؤلاء المقاتلين أو جنسياتهم. لكنهم تابع: «بعض (هؤلاء) استشهدوا وآخرون أصيبوا وثمة آخرون مستعدون للقتال من أجل إخوانهم المسلمين». وقال مسؤول كبير في الرئاسة إن بلاده «تحارب مرتزقة أجانب يزعزعون استقرار الصومال». وأضاف أن «هؤلاء المقاتلين (الأجانب) دعمتهم حركة «الشباب» التي تعارض السلام».