أعلن وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل تدشين «الشركة المصرية اللبنانية للتجارة والاستثمار في أفريقيا»، والتي عقدت الاجتماع الأول لمجلس إدارتها في القاهرة أمس، بحضور الشركات المساهمة من مصر ولبنان. ولفت إلى أن الشركة تعد إحدى ركائز مبادرة «مصر - لبنان إلى أفريقيا» التي أعلن عنها أخيراً خلال زيارته بيروت. وأوضح أن «تدشين الشركة سيساهم في الاستفادة من التواجد اللبناني المميّز في القارة الأفريقية للترويج للصادرات المصرية في أسواق دول القارة السمراء، خصوصاً في ظل الدعم الكبير من قيادات البلدين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، لتشجيع التعاون التجاري والاستثماري المشترك بين مصر ولبنان خلال المرحلة المقبلة، ليس فقط على المستوى الثنائي، ولكن لدخول أسواق أخرى، وتحديداً السوق الأفريقية». جاء ذلك خلال افتتاح «ملتقى الأعمال المصري - اللبناني للتعاون في إفريقيا»، والذي شارك فيه 200 من كبار رجال الأعمال في البلدين، إلى جانب نائب وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني علياء عباس، وسفير مصر في لبنان محمد بدرالدين زايد، ورئيس المجلس القاري اللبناني - الأفريقي عباس فواز، والوزير المفوض التجاري علي الليثي. وأشار قابيل إلى أن «تنامي نسبة مساهمة الصناعة المصرية في الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن يحوّل مصر إلى مركز للتصنيع من أجل التصدير في منطقة الشرق الأوسط، إلى أكثر من 1.6 بليون شخص في الدول التي ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة تفضيلية، ومنها دول القارة الأفريقية، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه مشروع ازدواج قناة السويس التي يمر عبرها نحو 8 في المئة من تجارة العالم والمشاريع اللوجستية المرتبطة بها التي تنفذها الحكومة الآن في تيسير نفاذ المنتجات المصرية إلى دول العالم، لا سيما إفريقيا». وأضاف قابيل: «سيتم تنظيم زيارات للوفد اللبناني لعدد من المناطق الصناعية، ومنها العاشر من رمضان والعبور والسادس من أكتوبر والإسكندرية، للوقوف على آخر ما وصلت إليه الصناعة في أهم القطاعات التصديرية، خصوصاً الصناعية موضع اهتمام رجال الأعمال اللبنانيين المتواجدين في دول القارة، وهي القطاعات ذاتها التي تغطي نسبة كبيرة من إجمالي الصادرات المصرية لدول القارة، والاتفاق على تنظيم عدد من البعثات التجارية المشتركة والتي ستضم رجال أعمال من الجانبين بدءاً من مطلع تموز (يوليو) المقبل إلى كل من ساحل العاج والكونغو». وأكدت عباس أن «الملتقى فرصة مهمة لتنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة وتعزيزها، وبدء شراكة إستراتيجية تنعكس آثارها على اقتصاد البلدين»، مشيرة إلى أن «هناك فرصاً في البلدين يجب الاستفادة منها، ليس فقط لتوسيع العلاقات التجارية المشتركة ولكن للدخول إلى أسواق ثالثة من خلال تأسيس صناعات تكاملية تستطيع التنافس في الأسواق كافة». وأشارت إلى أن «لبنان يضم أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، ما يتطلب سعي رجال الأعمال من الجانبين لتأسيس مشاريع مشتركة في لبنان لتوفير فرص عمل للبنانيين واللاجئين السوريين وتعزيز مبادرة مصر - لبنان إلى أفريقيا، التي تمثل خطوة أولى نحو السعي المشترك لرجال الأعمال من الجانبين للانفتاح على سوق أفريقيا الواعدة». وأكد فواز «أهمية الربط الاقتصادي بين مصر ولبنان والتوجه نحو السوق الأفريقية، التي تمثل إحدى أهم الأسواق الواعدة»، لافتاً إلى أن «الملتقى يعتبر نواة لإيجاد آلية ترويجية لتسويق المنتجات المصرية في السوق الأفريقية، من خلال التعاون مع رجال الأعمال اللبنانيين». وشدد على أهمية «ربط رجال الأعمال المصريين واللبنانيين بنظرائهم الأفارقة من خلال تأسيس شركات مشتركة وإيجاد خطوط ملاحية مباشرة، ما يساهم في تدفق المنتجات المصرية إلى الأسواق الأفريقية». ولفت رئيس المجلس التصديري للسلع الهندسية عمرو أبو فريخة في كلمة ألقاها نيابة عن رؤساء المجالس التصديرية إلى أن «الخطة التي تتبناها وزارة التجارة والصناعة حالياً لتنمية الصادرات المصرية إلى السوق الأفريقية بدأت تؤتي ثمارها، إذ يمثل هذا الملتقى إحدى ركائز خطة الوزارة للانفتاح على السوق الأفريقية، التي تعدّ فرصة كبيرة لزيادة معدلات التصدير خلال المرحلة المقبلة».