كولومبو، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الجيش السريلانكي أمس، انه يحاصر المتمردين التاميل من كل الجهات في آخر معقل لهم شمال غربي البلاد، فيما اتهم هؤلاء القوات الحكومية بقتل 49 مدنياً وجرح العشرات في قصف مدفعي على مستشفى ميداني. وأشار الجيش السريلانكي الى ان قواته تقدمت على جسر جنوب «المنطقة الآمنة» في منطقة القتال، وحاصرت متمردي «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» من كل الجهات، كما فتحت طريقاً أمام المدنيين للفرار. في المقابل، أعلن المتمردون ان «عمليات قصف مكثفة وقذائف هاون» أصابت أمس مستشفى ميدانياً أقامه التاميل، ما أدى الى مقتل 49 مدنياً، غالبيتهم كانوا جرحوا في قصف حكومي سابق أشار موقع على الانترنت مؤيد للتاميل الى انه تسبب بمقتل 3200 مدني. وأكد طبيب حكومي في منطقة القتال مقتل 49 مدنياً وجرح 50 في المستشفى الميداني. واعتبر المتمردون ان «لا مكان يلجأ إليه المدنيون لحماية أنفسهم» من القصف، فيما نفت الحكومة مسؤوليتها عن القصف، متهمة المتمردين بقتل المدنيين بهدف «تشويه صورة قوات الأمن لدى الرأي العام الوطني والدولي». وكان ناطق باسم الأممالمتحدة في كولومبو أكد مقتل مدنيين بينهم مئة طفل، في ما وصفه بانه «حمام دم». في نيويورك، حضت فرنسا وبريطانيا والنمسا مجلس الأمن على التدخل لمنع مقتل مزيد من المدنيين في سريلانكا، لكن اليابان والصين وروسيا وفيتنام عارضت إجراء مناقشات رسمية حول سريلانكا، معتبرة ما يجري مسألة داخلية. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بعد اجتماع غير رسمي لثماني دول أعضاء في مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سريلانكا، إنه «شعر بالترويع من التقارير الواردة من سريلانكا في اليومين الماضيين حول الخسائر الجماعية بين المدنيين»، داعياً الى «تدخل مجلس الأمن». وأوضح ميليباند والى جانبه نظيريه الفرنسي برنار كوشنير والنمسوي مايكل سبنديلجير: «رسالتنا بسيطة وهي ان القتل ينبغي ان يتوقف. والمدنيون المحاصرون في المنطقة وعددهم يفوق 50 ألفاً في منطقة مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة فقط، هم ضحايا لحرب بلا شهود». وأكد كوشنير أن الدول الأوروبية الثلاث «ستحاول بكل الوسائل الممكنة مواصلة الضغط بواسطة الأممالمتحدة لوقف المجزرة». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى قلقه حيال «أي أحداث يعاني خلالها مدنيون»، من دون أن يعطي أي مؤشر الى أن موسكو ستغير موقفها المؤيد لكولومبو.