كشف متخصصون في مجال السفر والسياحة أن الكثير من السعوديين غيروا وجهاتهم السياحية لصيف 2016، إذ قرر الكثير منهم تغيير بوصلتهم السياحية إلى أوروبا وجنوب أفريقيا وشرق آسيا، وتخلوا عن فكرة السفر إلى تركياودبي، اللتين كانتا في السابق وجهة السعوديين المفضلة، وعزوا ذلك إلى طول فترة الإجازة، والعروض التي بدأت عدد من المكاتب السياحية في تقديمها لإغراء المسافرين. وأشارت هند خالد مالكة مكتب سياحي في حديثها ل«الحياة»، إلى اتجاه الكثير من المسافرين السعوديين لقضاء إجازتهم الصيفية في أوروبا وجنوب أفريقيا، موضحة أن معظمهم يعتزم السفر خلال أيام عيد الفطر الأولى، وعزت ذلك إلى التجهيزات والتحضيرات لرمضان المبارك، إضافة إلى اعتدال الأجواء في بعض العواصم الغربية. وقالت إن الكثير من السعوديين تخلوا عن فكرة الذهاب إلى دبيوتركيا وماليزيا، بعد أن كانت وجهتهم المفضلة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالية في دبي، وكلفة السفر الباهظة لتركيا، ما دفعهم إلى اللجوء إلى العروض السياحية التي تقدمها المكاتب السياحية لبعض العواصم الغربية. بدوره، لفت عبدالرحيم عبدالله مالك مكتب سياحي إلى أن أوروبا تصدرت قائمة أكثر الوجهات السياحية استقطاباً للسعوديين خلال الإجازة الحالية، واستحوذت على 60 في المئة من إجمالي الراغبين في قضاء إجازة الصيف خارج المملكة، وأرجع أسباب توجه السعوديين في هذه الفترة إلى أوروبا، وتحديداً إلى أربع دول فيها، وهي: النمسا وفرنسا وألمانيا وسويسرا إلى اعتدال الأجواء فيها، ووجود الكثير من عروض الطيران والفنادق. وأكد دخول إندونيسيا على خط أكثر الوجهات السياحية المفضلة للسعوديين، نظراً لاعتدال الأجواء وكثرة الأماكن السياحية العائلية، إضافة إلى انخفاض كلفة السفر، وهو ما يتناسب مع موازنة المئات من الأسر السعودية التي تنوي قضاء فترات طويلة تراوح بين 14 إلى 30 يوماً. من ناحيته، قال أحمد بن مسفر مالك شركة سياحية إن الكثير من السعوديين اختار وجهات سفر جديدة مثل: جورجيا والبوسنة والهرسك، التي غدت مقصداً سياحياً ذائع الصيت خلال الفترة الماضية، وخصوصاً في موسم الصيف، فالطقس معتدل والطبيعة خلابة، مشيراً إلى أن السعوديين قرروا تقسيم إجازتهم الحالية إلى ثلاثة أقسام، إذ تبدأ الأولى قبل رمضان وتعتمد على السفر إلى دول خليجية، فيما ستبدأ إجازتهم الطويلة خلال إجازة عيد الفطر، التي فضل عدد منهم السفر إلى النمسا وأميركا وتركيا وماليزيا ولندن، فيما ستكون الإجازة الأخيرة خلال فترة الحج، والتي فضل عدد من السائحين التوجه إلى جنوب أفريقيا وماليزيا وتركيا واليونان. وأكد نائب رئيس وكالة سفريات فوزي محمد أن طول فترة الإجازة الحالية، وارتفاع درجات الحرارة العالية، والعروض السياحية دفع عدداً من السعوديين إلى السفر لأوروبا، على رغم كلفتها الباهظة، بيد أن الحل الأمثل لهم كان في الاستفادة من العروض السياحية التي توفرها مكاتب السفر، والتي قدمت أيضاً عروض التقسيط لكلفة الرحلة، ما أسهم بشكل كبير في إقبال الكثير من السائحين على اختيار بعض العواصم الغربية الشهيرة وبعض الجزر السياحية كوجهة رئيسة لهم، لافتاً إلى وجود وجهات سياحية جديدة مثل: جورجيا والبوسنة والهرسك وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وموريشيوس. وذكر أنه في كل عام يحرص عدد من السعوديين على استكشاف وجهات سياحية جديدة تتوافر فيها الخيارات المطلوبة والتي أهمها الأسعار، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في تعرف السعوديين على وجهات سياحية جديدة، أصبحت لاحقاً من أشهر الوجهات السياحية المفضلة لهم. وبدأت عدد من وكالات السفر والسياحة في إطلاق عشرات العروض السياحية إلى أوروبا، وبعض الجزر السياحية، من خلال تقديم عروض مميزة بأسعار منخفضة، بقصد جذب آلاف السائحين السعوديين، إذ رصدت «الحياة» عروض عدة على بعض الدول الأوروبية مثل: اليونان وأثينا وفرنسا ولندن، وأميركا، إذ قامت وكالات السفر بتقديم عروض مغرية للسائحين تشمل، تذاكر السفر والإقامة والفيزا، إضافة إلى توفير التنقلات من وإلى المطار، وهو ما دفع مئات السائحين إلى الاستفادة من هذه العروض قبل انتهاء فترتها. وقامت بعض وكالات السفر والسياحة بجذب السائحين من طريق خدمة جديدة أطلقتها وهي «تقسيط السفر»، من خلال دفع جميع تكاليف الرحلة السياحية على شكل أقساط شهرية، بواسطة استخدام البطاقات الائتمانية، وهو ما أسهم في جذب السائحين وخصوصاً ذوي الدخل المحدود، إذ يقوم السائح بعمل جميع الحجوزات اللازمة لرحلته السياحية من طريق بطاقته الائتمانية، ومن ثم يقوم بسداد كامل المبلغ بواسطة أقساط شهرية لبطاقته الائتمانية. وهذه الخدمة الجديدة أطلقتها عدد من المصارف بالتعاون مع وكالات السفر والسياحة بعد ازدياد معدلات السائحين السعوديين، والذي زاد عددهم بشكل كبير خلال السنوات الماضية ما دفع المصارف إلى استغلال هذه الزيادة من خلال تقديم عروض ترويجية للسفر إلى وجهات سياحية جديدة وبأقساط ميسرة، من دون تكلف عناء توفير موازنة كبيرة، والتي كانت تمثل حجر عثرة أمامهم.