أكد رئيس محاكم منطقة الجوف زياد السعدون أهمية محاربة الأئمة والخطباء للفكر المنحرف. وقال إن عليهم مسؤولية شرعية في هذا المجال لنشر الفكر الصحيح. وأضاف خلال الندوة التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الجوف بعنوان: «الأمن الفكري... المسؤولية الشرعية» في مركز الأمير عبدالإله الحضاري مساء أول من أمس، أن كل من حمل السيف على المسلمين واستباح دمائهم هو من الخوارج، لافتاً إلى أن هذه الفئة وإن اندثرت بأشخاصها إلا أن فكرها لا يزال قائماً، ولا يفيدهم ما يزعمون من دين وعقيدة. وتابع: «إنهم يزعمون الجهاد بالتخريب في بلاد المسلمين، ويبررون أعمالهم كقتل المسلمين مع الكفار من باب التترس وما إلى ذلك، ويلبسون مثل هذه الأمور لصغار السن». وتطرق إلى أن الانحراف الفكري يختلف من قوم إلى قوم ومن أمة إلى أمة، معرفاً الانحراف بأنه «مخالفة لما جاء به الكتاب والسنة النبوية، على وفق ما فهمه سلف الأمة، مضيفاً أن الانحراف الفكري نشر كل ما خالف الكتاب والسنة بنية الدعوة أو الجهاد وغيره، وهو قدر فكري وأن الله قدّر ذلك ولو كان هناك زمان يخلو من الانحراف لخلا منه زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر السعدون أن وقوع مثل هذه المخالفات لا يعني قصوراً بالضرورة من علماء الأمة، فالخلاف وقع على دور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعني أيضاً وجود حكام خالفوا نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن هذا فكر يجب على الجميع محاربته، لأن تاريخه قديم والفتن تتراكم في كل مكان وزمان ولا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الفكر. وأشاد بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بفرعها في منطقة الجوف، على تبنيها سلسلة الندوات الشهرية لمحاربة الفكر المنحرف، منوهاً في الوقت ذاته «بجهود أئمة وخطباء المساجد في منطقة الجوف، وما يحملونه من فكر معتدل ولدورهم الكبير للتصدي لهذا الفكر الضال». من جهته، قال المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة الجوف علي العبدلي أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات الشهرية لتعزيز الوسطية.