تمنت الناشرة كاتبة قصص الطفل الدكتورة ناهد الشوى، أن يحظى «رغيف الثقافة بالمكانة ذاتها التي نوليها للإشباع الغذائي». واستشهدت بمهرجان دبي الثقافي، الذي انعقد أخيراً، إذ كان «الحضور الأجنبي يحتشد في صفوف طويلة أمام أماكن وجود الكتاب الغربيين، من أجل الحصول على تواقيع على إصداراتهم، في حين لم أوقّع والروائي جمال الغيطاني سوى نسختين من كتابين لنا». وقالت الشوى في محاضرة قدمتها أخيراً في نادي الدمامالأدبي بعنوان «تحديات نشر أدب الطفل» إن الحقائق والأرقام «تقول إن الطفل العربي يقرأ سطراً واحداً خارج المنهج الدراسي في العام الواحد، فيما يقرأ نظيره الغربي كتابين». وعزت ذلك إلى أنه «في البلدان التي تحترم نفسها، تتفوق الكلمة على الخبز. أما في البلدان المتخلفة فيحدث عكس ذلك»، داعية إلى «مبادرة وطنية ثقافية لدعم القراءة للطفل على غرار مبادرة حرم الرئيس المصري سوزان مبارك». وأبدت أسفها من أنه «لا يتعدى نصيب أطفال العالم العربي في العام 300 كتاب، فيما أن للطفل الأميركي 130 ألف كتاب». ولفتت إلى أن الكتابة للطفل في العالم العربي بدأت في أوائل القرن ال20، مشيرة إلى «ندرة في الكُتّاب في هذا المجال». وعزت ذلك إلى أن «الكاتب لا يمكنه أن يعيش من مهنة الكتابة، إضافة إلى وجود عدد من المعوقات التي تواجه كتّاب الطفل، مثل: الأمية، ضعف الدخل، عدم الاهتمام بالنشر النوعي، ندرة الكتاب والرسامين، ضعف التوزيع، ندرة المكتبات العامة، والتلفزيون الذي يعوق تفكير الطفل، ويحيله إلى متلقٍّ لأشياء ضارة». واستعرضت الشوى تجربتها ككاتبة وناشرة للطفل، أصدرت 40 عنواناً قصصياً، وفي طريقها لإصدار 10 عناوين جديدة خلال العام الحالي، لافتة إلى أن دافعها لتأسيس دار للنشر «التجربة السيئة مع الناشرين»، مؤكدة أن قصصاً لها مثل «بنت أو ولد»، التي أعيدت طباعتها للمرة الرابعة، «واقعية 100 في المئة، وهي قصة حملي». وذكرت أن انطلاقتها جاءت «بعد الإنجاب، ومحاولة البحث عن قصص لأطفالي، تكون نوعية، وبعيدة عن التلقين»، مبدية خيبتها من أن «كتب أدب الطفل لا تراعي المقاييس الأدبية والعلمية الصحيحة. كما أن تصميمها وطرحها مُمل»، ما اضطرها في البدء للتأليف «في شكل جماعي مع أطفالي، بهدف أن أوصل لهم بعض المفاهيم».