كابول – رويترز، أ ف ب - اشتبكت الشرطة الأفغانية امس، مع عشرات المحتجين الذين رشقوها بالحجارة بعدما تجمعوا امام مدرسة دينية على مشارف العاصمة كابول، للاحتجاج على اعتقالات قامت بها قوات أجنبية. وذكر شهود ان رجال شرطة اطلقوا الرصاص في الهواء وعلى الأرض لتفرقة المتظاهرين، وشوهدت ثلاث جثث نقلتها عربة للشرطة من المكان. وصرح خليل داستيار نائب قائد شرطة كابول للصحافيين بأن خمسة محتجين و15 من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات. وذكر سكان أن القوات الأميركية أججت مشاعر الغضب مساء الإثنين عندما اقتحمت ومعها كلاب مدرسة دينية في قلاجه على المشارف الجنوبيةلكابول واعتقلت عدداً من الأشخاص. ونفى داستيار ذلك مشيراً إلى أنها اشاعة. وأضاف أن الشرطة الأفغانية فقط هي التي نفذت العملية. وأشارت ناطقة باسم القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن (ايساف) إلى أن هذه قضية أفغانية بحتة. على صعيد آخر، اعلنت قيادة حلف شمال الاطلسي في كابول ان الافراج عن الجندي الاميركي الذي خطف قبل سنة قرب قاعدته في جنوب شرق افغانستان، يبقى «اولوية» للقوات الدولية. وقال الاميرال غريغ سميث الرجل الثاني في المكتب الاعلامي للقوات «الاطلسية» في افغانستان انه «منذ اسر (الجندي) في 30 حزيران (يونيو) 2009، الاولوية بالنسبة الى القوات الاميركية وقوات التحالف هي العثور عليه والافراج عنه سالماً». والجندي بوو بيرغدال (24 سنة) هو اول جندي اميركي تأسره حركة «طالبان» منذ بدء التدخل الدولي في افغانستان في نهاية 2001. وكان الجيش الاميركي اعلن في الثاني من تموز (يوليو) الماضي، انه فقد من قاعدة في ولاية باكتيكا الافغانية (جنوب شرق) وانه على الارجح خطف بأيدي متمردين. وأكدت «طالبان» لاحقاً اسره وانه كان «في حال سكر» عندما خطف. وفي 19 تموز، بثت «طالبان» شريط فيديو بدا فيه الاسير بصحة جيدة وطالب بانسحاب القوات الاميركية من افغانستان. في غضون ذلك، وصلت حصيلة القتلى في صفوف القوات الدولية في افغانستان الى مئة قتيل في شهر حزيران الجاري، ما يجعل منه الشهر الاكثر دموية بالنسبة الى الجنود الاجانب في هذا البلد. ومع اعلان وزارة الدفاع الاميركية عن مقتل جندي اميركي في 24 حزيران في ولاية فرح (غرب) ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الاجانب خلال هذا العام الى 320. والجندي روبرت ربكي البالغ من العمر 20 سنة كان اصيب «في حادث غير مرتبط بالمعارك» ما يشير الى وقوع مجرد حادث او انتحار. وعلى سبيل المقارنة، قتل 77 جندياً في آب (اغسطس) 2009 خلال الشهر الذي كان الاكثر دموية بالنسبة الى الجنود الدوليين منذ سقوط نظام «طالبان» في نهاية 2001. ولم تبلغ القوات الدولية ابداً مثل هذا المستوى من الخسائر في افغانستان. وتقارن هذه الوتيرة من الخسائر بأسوأ اشهر الحرب في العراق التي سجلت بين نيسان (ابريل) وحزيران 2007. ومنذ العام 2005 كثفت حركة «طالبان» تمردها في شكل كبير وأصبحت كل عام تسجل رقماً قياسياً من الخسائر في صفوف القوات الاجنبية وكذلك المدنيين الافغان. لكن القوات الدولية تطمح الى تغيير مسار الحرب لصالحها مع وضع استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد في عام 2009 واطلاق هجوم واسع النطاق في مرجه في ولاية هلمند في شباط (فبراير) الماضي، اعتبر الاكبر منذ سقوط «طالبان» والعملية الجارية حالياً في قندهار. وتأتي هذه الحصيلة فيما تدور تساؤلات حالياً في الولاياتالمتحدة وأوروبا حول الاستراتيجية في افغانستان بعد اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في هذا البلد وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس الذي يعتبر في الولاياتالمتحدة «بطل» الحرب في العراق. وتوقع بترايوس قتالاً ضارياً في أفغانستان، مشيراً الى ان ضراوته قد تزداد خلال الشهور المقبلة.