القدس المحتلة، رام الله - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - استبعد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس، قيام دولة فلسطينية خلال العامين المقبلين، فيما دعا لافروف اسرائيل مجدداً الى رفع كامل للحصار عن قطاع غزة. وفي غضون ذلك، أظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والاسرائيلي ان الثلثين في الطرفين تعتقد ان فرصة اقامة دولة فلسطينية في السنوات الخمس المقبلة ضئيلة او منعدمة. وعزا ليبرمان استبعاده قيام دولة فلسطينية خلال عامين الى صعوبات تواجهها مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة والانقسامات بين الفلسطينيين. وكان ليبرمان يشير، في ما يبدو، الى دعوة اطلقتها اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط وتضم روسياوالولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، للتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين بحلول عام 2012. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدأ محادثات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أيار (مايو)، وافق على طلب اللجنة الرباعية بإقامة دولة فلسطينية، لكنه أصر على ان اي دولة ستكون سيادتها وسلطتها منقوصة على كل أراضي الضفة الغربيةالمحتلة. كما تواجه السلطة الفلسطينية بزعامة عباس تحدياً من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترفض الاعتراف باسرائيل وتسيطر على قطاع غزة. وقال ليبرمان، الذي يرأس حزب «اسرائيل بيتنا» المتطرف: «أنا شخص متفائل، ولا أرى أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قبل عام 2012». وأضاف «بوسع المرء ان يحلم. ان يتخيل. لكن الحقيقة على ارض الواقع هي ان امامنا طريقاً طويلا قبل ان نصل الى تفاهمات واتفاقات لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2010». وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض صرح بأنه بوسع الفلسطينيين ان يعلنوا قيام دولة فلسطينية من جانب واحد اذا استمر المأزق الديبلوماسي الراهن. لكن الرئيس الفلسطيني خفف من احتمالات حدوث ذلك. وعلى خلاف باقي أعضاء الرباعية تتعامل روسيا مع «حماس» علناً. وفي دفاع عن السياسة الروسية قال لافروف «في كل محادثاتنا مع حماس حاولنا اقناعها بالتحول الى المسار السياسي وتأييد مبادرة السلام العربية». الى ذلك أعرب ليبرمان عن امله بأن يزور الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف او رئيس الوزراء فلاديمير بوتين اسرائيل هذه السنة. وقال: «آمل ان تحصل بحلول نهاية السنة زيارة الى اسرائيل من قبل مدفيديف او بوتين». واعلن ليبرمان، المتحدر من مولدافيا والذي تعتبر الروسية لغته الام، انه بحث مع نظيره الروسي «العلاقات الثنائية الوثيقة وكذلك الوضع في الشرق الاوسط». من جهته عبر لافروف عن امله بأن تؤدي محادثات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي تجري برعاية الولاياتالمتحدة، الى مفاوضات مباشرة بشكل سريع. من جهة اخرى اكد وزير الخارجية الروسي مجدداً ان حصار قطاع غزة يجب ان يرفع بالكامل ورحب بإجراءات تخفيفه التي اتخذتها اسرائيل في الآونة الاخيرة. وتقيم روسيا علاقات وثيقة مع حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران (يونيو) 2007 على رغم استياء اسرائيل. الى ذلك، اظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والاسرائيلي وجود ارتفاع في تأييد اقتراحات الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون ومبادرة جنيف للسلام بين جمهور الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وصل الى حوالى النصف. لكن غالبية من الثلثين في الطرفين قالت انها تعتقد ان فرصة اقامة دولة فلسطينية في السنوات الخمس المقبلة ضئيلة او منعدمة. وبين الاستطلاع، الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية في رام الله ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية في الفترة الواقعة ما بين 6 و16 حزيران (يونيو) 2010، ان التغير كان أكبر وأكثر ثباتاً بين الفلسطينيين الذين ينقسمون اليوم إلى قسمين متساويين في التأييد والمعارضة لهذه الاقتراحات، موضحاً ان 49 في المئة يؤيدونها و49 في المئة يعارضون. وقال الدكتور خليل الشقاقي، المشرف على الاستطلاع في الجانب الفلسطيني، ان هذا التأييد يمثل ازدياداً بنسبة 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2009. وبين الاستطلاع ان 52 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون اقتراحات كلينتون ومبادرة جنيف، فيما يعارضها 37 في المئة. وعلى رغم الازدياد في نسبة الاستعداد لقبول حلول وسط بين جمهور الطرفين، فإن التشاؤم تجاه فرص التوصل لتسوية تبقى عالية، اذا قال ثلثا الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي انهم يعتقدون أن فرص قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل خلال السنوات الخمس المقبلة منعدمة أو ضئيلة. وقال 72 في المئة من الفلسطينيين انهم يؤيدون مقاطعة منتجات المستوطنات، ولكن 60 في المئة يعارضون منع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات. ويعتقد نصف الإسرائيليين أن المقاطعة لن يكون لها تأثير.