غزة، عمان، باريس - «الحياة»، أ ف ب - وصل وفد برلماني إندونيسي إلى قطاع غزة صباح أمس عبر معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة في زيارة تستغرق يوماً واحداً، للتضامن مع الفلسطينيين الذين يخضعون لحصار إسرائيلي خانق للعام الرابع على التوالي. واستقبل رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية بعد الظهر الوفد، الذي يضم 35 نائباً ويرأسه رئيس البرلمان الأندونيسي مرزوق علي. ورحب هنية بالوفد، معتبراً أن زيارته «تأكيد على اللُحمة بين الشعبين الفلسطيني والأندونيسي». وطالب هنية الدول العربية والإسلامية «بتنظيم مزيد من الفعاليات والمؤتمرات السياسية والإنسانية حتى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع». وأعلن علي عن تبرع الحكومة الأندونيسية بمبلغ 200 مليون دولار لإنشاء مستشفى شمال القطاع. ودعا علي الشعب الفلسطيني «الى استغلال جريمة أسطول الحرية لفضح الاعتداءات الإسرائيلية في كل المحافل العالمية». وعبر باسم الشعب الأندونيسي عن حزنه الشديد «لاستمرار معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي»، مجدداً موقف الحكومة والشعب الإندونيسيين الداعم للفلسطينيين حتى نيلهم حريتهم واستقلالهم. وكان في استقبال الوفد الأندونيسي النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر وعدد من النواب والمسؤولين. وأشاد بحر بمواقف أندونيسيا الداعمة للقضية الفلسطينية. وكان بحر دعا خلال مؤتمر صحافي عقده في معبر رفح صباحاً البرلمانيين الإسلاميين والعرب المشاركين في مؤتمر دمشق اليوم إلى اتخاذ إجراءات عملية لرفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها. وأكد بحر صمود الشعب الفلسطيني «في وجه الإجرام الإسرائيلي، حتى تحقيق حلم العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». الى ذلك، التقى الوفد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ووضع حجر الأساس لمستشفى الريان في شمال القطاع، وتفقد أماكن الدمار جراء العدوان الإسرائيلي. وكرم المجلس التشريعي الوفد الذي يعتبر أرفع وفد برلماني يزور القطاع حتى الآن. الى ذلك، قالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن الأردن أرسل أمس قافلة جديدة محملة بالمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة. وأضافت الهيئة في بيان أن «القافلة التي غادرت عبر جسر الملك حسين (50 كلم غرب عمان) ستصل الى الأراضي الفلسطينية صباح اليوم الأربعاء». وأوضحت أن القافلة «مكونة من 24 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطحين للتخفيف من معاناة الأهل في غزة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها». وأشارت الى أن القافلة «مقدمة من الهيئة والفعاليات الشعبية الأردنية بالاتفاق مع وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي ستتولى توزيعها». وأرسلت الهيئة حتى الآن 333 قافلة مساعدات الى الأراضي الفلسطينية مقدمة من الأردن ودول عربية وأجنبية. وكان علاء برقان، مسؤول العلاقات العامة في النقابات المهنية الأردنية، ذكر أمس أن السلطات المصرية تمنع منذ أربعة أيام دخول وفد نقابي أردني من التوجه الى قطاع غزة عبر معبر رفح. وقال إن «الوفد موجود في معبر رفح منذ أربعة أيام لكن لم يسمح له بدخول القطاع على رغم المناشدات والاتصالات مع السلطات المصرية». وأوضح برقان أن «رئيس الوفد أحمد العرموطي رئيس مجلس النقابات المهنية الأردنية وجه رسالة اليوم (أمس) الى رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف ناشده فيها السماح للوفد بدخول غزة». ويتكون الوفد من 12 شخصاً إضافة الى العرموطي بينهم رؤساء ونواب نقابات مهنية وصحافيان. ودعا حزب «جبهة العمل الإسلامي» الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين» وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن، السلطات المصرية الى «السماح للوفد وسائر المخلصين من العرب وأحرار العالم بدخول قطاع غزة المحاصر عبر معبر رفح لوضع حد لمعاناة الأشقاء في غزة». وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أعلن الاثنين انه موافق على «مبدأ» قيام وزراء الخارجية الأوروبيين بزيارة قطاع غزة تلبية لاقتراح بهذا الصدد تقدم به نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، إلا انه يريد معرفة «الشروط» التي ستتم على أساسها الزيارة. وذكر الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو أن الاتحاد الأوروبي سيناقش موضوع الزيارة خلال الأيام المقبلة. وكان ليبرمان دعا الخميس الماضي وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الى ترؤس وفد يضم وزراء خارجية الدول الأوروبية لزيارة غزة. يذكر أن كوشنير كان قد ألغى قبل بضعة أشهر زيارة الى الأراضي الفلسطينية بعدما رفضت إسرائيل السماح له بالتوجه الى غزة. ويخضع قطاع غزة، البالغ عدد سكانه مليون ونصف المليون نسمة، لحصار إسرائيلي محكم منذ 4 سنوات، وشددته سلطات الاحتلال في أعقاب سيطرة حركة «حماس» على القطاع في 14 حزيران (يونيو) 2007 بعد مواجهات دامية مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. ويعيش أكثر من ثلثي الغزيين تحت خط الفقر ويعانون من بطالة مستفحلة، ويعيشون على مساعدات غذائية وعينية تقدمها لهم «أونروا» ومنظمات دولية أخرى.