السوري «في أسرع وقت» وجددت معارضتها «خططاً بديلة» لمسار التسوية السورية، وتزامن إعلان الخارجية الروسية عن اتفاق مع واشنطن لتمديد الهدنة، مع تصعيد في لهجة وزارة الدفاع ضد تركيا وإعلان «خيبتها» بسبب رفض الولاياتالمتحدة شن «عمليات مشتركة ضد الإرهاب». ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، إلى استئناف المفاوضات في أسرع وقت، وقال إن «على الأطراف المعنية كلها أن تبدي إرادة سياسية» لدفع العملية. ورأى أن المطلوب «أن نتجنب التوقفات الطويلة وألا تنقطع المفاوضات، وهذا يتطلب إرادة سياسية من جميع المشاركين، كي يكون ممثلو مختلف هياكل المعارضة السورية مستعدين لهذه المفاوضات، وألا توضع شروط مسبقة، وهو ما وافق عليه الجميع في إطار صيغة فيينا. من الضروري أن تشارك كل الأطراف بما في ذلك الأكراد وحزب الاتحاد الديموقراطي (في المفاوضات)». وقال إن موسكو أرادت أن يكون وفد المعارضة موحداً وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن «الظروف ليس مهيأة لذلك»، مشيراً إلى أن «جميع المراقبين يؤكدون ذلك». وشدّد على رفض بلاده «أي إشارات إلى خطط بديلة»، مؤكداً أنه «لا توجد خطة «ب» في سورية، هذا مجرد هراء. لدينا خطة وحيدة تستند إلى قرارات المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي». من جهة أخرى، ذكر بوغدانوف أن مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط المقرر الأسبوع المقبل، لن يشهد أي حوار حول سورية. وتطرق إلى الوضع الميداني، مؤكداً أن روسيا «تحافظ على اتصالات نشطة مع بغداد ودمشق في شأن مكافحة الإرهاب وكذلك مع المعارضة الوطنية، والأكراد، وشركائنا في الخارج، نحن نتبادل المعلومات ونتابع ما يقوم به الآخرون لكي تكون حربنا المشتركة ضد الإرهاب أكثر فعالية». موضحاً أن «تبادل المعلومات مع الشركاء مستمر في شأن العمليات في الرقة ودير الزور، وقبلها في تدمر حيث لعبنا هناك الدور الرئيسي مع الجيش السوري». وأشار إلى أن تبادل المعلومات بين العسكريين الروس والأميركيين يجري يومياً في سورية، حيث يتم «تبادل المعلومات ومناقشة تطورات الأوضاع، وكيفية الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، ويتم تسجيل الخروق الموجودة، ونودّ أن نرى هذه العملية تجري بدينامية وفعالية أكبر». وجدّد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي دعوة واشنطن إلى شنّ عمليات مشتركة ضد مواقع «الإرهابيين»، وقال إن الاقتراح الروسي «ما زال مطروحاً». وقال إن موسكووواشنطن توصلتا إلى اتفاق حول تمديد نظام التهدئة في عدد من المناطق السورية بعد اتصالات بين عسكريي البلدين. وفي إشارة إلى القرار الروسي بتجميد توجيه ضربات إلى بعض المناطق، قال ريباكوف إن موعد 25 أيار (مايو) الذي حددته موسكو لإطلاق عمليات ضد مواقع «جبهة النصرة» والفصائل الرافضة للهدنة «لم يُعتبر نهائياً منذ البداية، وتم تحديده على أساس الوضع العملياتي في عدد من المناطق وخصوصاً حلب، واتفقنا (مع الأميركيين) في اليومين الماضيين على تمديدات محددة لنظام التهدئة في عدد من المناطق السورية». وانتقد الديبلوماسي الروسي الغرب الذي «يواصل من خلال مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ممارسة ضغوط على الحكومة السورية من خلال توجيه اتهامات لا أساس لها باستخدام أسلحة محرمة». وأضاف أن الغرب يعرقل في الوقت ذاته جهود روسيا الرامية إلى اتخاذ «إجراءات قوية في شأن زيادة خطر الإرهاب الكيماوي الدولي»، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتضمن ضرورة إعادة ترتيب الآلية المشتركة الدولية للتحقيق في حوادث استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. في الأثناء، أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أن مسألة تحديد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «المعتدلة» والإرهابيون في سورية لم يتم التوافق عليها بعد مع الجانب الأميركي. وأوضح أنه على رغم الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسياوالولاياتالمتحدة، إلا أنه حتى الآن لم يتم التوافق على مسألة فصل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «المعتدلة» و «جبهة النصرة»، «الأمر الذي يمنع محاربة هذا التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى أن 17 فصيلاً مسلحاً في المناطق الشمالية من حلب وإدلب أرسلوا طلبات لوقف القتال إلى مركز المصالحة الروسي خلال الأيام الأخيرة، بهدف منح فرصة لإنهاء تواجد مقاتلي «النصرة» في مناطقهم، بينما «أعلن 59 فصيلاً مسلحاً قبول وتنفيذ شروط وقف الأعمال العدائية في سورية». وحمل رودسكوي مجدداً على تركيا وقال إن «شاحنات من الأسلحة ما زالت تتدفق من تركيا إلى تنظيم «جبهة النصرة» ما سمح له بمواصلة الهجمات والعمليات الاستفزازية». وأضاف أن واشنطن تعترف أن مركز التوتر في سورية هي المناطق التي تعمل فيها «جبهة النصرة». وزاد الجنرال الروسي: «وافقنا على تمديد المهلة الزمنية للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة لضمها إلى نظام وقف الأعمال العدائية، والتحديد الدقيق للمناطق التي تسيطر عليها قبل بدء توجيه الضربات ضد مواقع المسلحين، لكن الرد الذي حصلنا عليه من الولاياتالمتحدة لا ينص على القيام بأعمال مشتركة ضد المنظمات الإرهابية، على رغم التقويم الإيجابي للإجراءات التي اتخذناها معاً حتى الآن، وهذا الموقف ضار لأنه يساهم في استمرار تصعيد النزاع». إلى ذلك (رويترز) نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن خبراء إزالة الألغام الروس عادوا جميعاً من سورية بعد إزالة الألغام في مدينة تدمر.