قام باراك أوباما أمس، بالزيارة الأولى لرئيس أميركي لمدينة هيروشيما اليابانية التي شهدت أول قصف نووي أميركي في العالم في 6 آب (أغسطس) 1945 أسفر عن سقوط 140 ألف قتيل. ودعا أوباما إلى عالم خالٍ من السلاح النووي، وسط انتقادات لتناقضات السياسات التي تعتمد من جهة على الردع النووي، ومن جهة أخرى على الدعوات إلى وضع حد للأسلحة النووية. أتى ذلك بعدما دعا أوباما في خطاب شهير ألقاه في براغ عام 2009 إلى إزالة السلاح النووي من العالم، ما ساهم في فوزه بجائزة نوبل للسلام. وزار أوباما هيروشيما بعد ساعات على ختام قمة مجموعة الدول السبع الكبرى التي أبدى قادتها قلقهم من تزايد التوتر في بحر الصين الشرقي وبحر الصينالجنوبي حيث تتخذ بكين إجراءات لتعزيز نفوذها وسط نزاعات مع اليابان ودول أخرى في جنوب شرقي آسيا. كما ندد قادة السبعة الكبار خلال قمتهم في وسط اليابان بضم روسيا «غير الشرعي» لشبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا، وهددوا بمزيد من العقوبات ضدها، وطالبوا بوقف التجارب النووية والباليستية والأعمال الاستفزازية تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن. إلى ذلك، أيدت مجموعة السبع عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، ووصفت تدفقات الهجرة الواسعة بأنها «تحدٍ رئيسي»، متعهدة زيادة المساعدات العالمية لتلبية الحاجات الفورية والطويلة الأجل للاجئين والمشردين، علماً أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون شدد على ضرورة مساعدة بلاده الحكومة الليبية في السيطرة على بلد «يشكل في وضعه الحالي خطراً علينا جميعاً». وفي تكريم مشحون بالعواطف لضحايا الهجوم الذري الأول في التاريخ والذي نفِذ بأمر من الرئيس الأميركي هاري ترومان في 6 آب (أغسطس) 1945، وضع أوباما إكليل زهور أمام نصب الضحايا الذي أحيطت الشوارع المحيطة به بأعلام اليابان والولايات المتحدة التي رُفعت للمرة الأولى في هيروشيما. وصافح الرئيس الأميركي ناجين وبينهم شيجياكي موري (79 سنة) الذي بكى تأثراً لدى معانقته أوباما. وتحدث الرئيس الأميركي أيضاً مع سوناو تسوبوي البالغ 91 من العمر الذي عبّر عن امتنانه للزيارة. ووقف أوباما دقيقة صمت أمام الصرح المشيد قرب مبنى مدمر ما زال بعض أجزائه صامداً ترحماً على الموتى. وقال مخاطباً الحضور: «جئنا إلى هيروشيما للتفكير في قوة مروعة أطلقت في ماضٍ ليس ببعيد، وللحداد على الموتى الذي تخاطبنا أرواحهم لمطالبتنا بالنظر إلى داخلنا من أجل إدراك من نحن». وكما كان متوقعاً، لم يعتذر أوباما عن الهجوم، وقال: «أي تقدم تكنولوجي لا يوازيه تقدم للمؤسسات البشرية سيقضي علينا. فالثورة العلمية التي منحتنا قدرة شطر الذرة تتطلب ثورة أخلاقية أيضاً، لذا نأتي إلى هذا المكان، ونلزم انفسنا تخيل لحظة سقوط القنبلة، والشعور بالهلع الذي انتاب الأطفال المرتبكين بما يشاهدون، نصغي إلى عويل صامت». وزاد: «تغير العالم إلى غير رجعة. لكن اليوم، سيُمضي أطفال هذه المدينة يومهم بسلام، وهو أمر لا يقدر بثمن». ثم كتب في السجل الذهبي: «نعرف آلام الحرب. فلنتحل بالشجاعة معاً لنشر السلام وبناء عالمٍ خالٍ من أسلحة نووية». وأشاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ب «شجاعة» الرئيس الأميركي لافتاً إلى «فصل جديد من تاريخ المصالحة بين البلدين». في المقابل، أثارت زيارة أوباما لهيروشيما ردود فعل أقل ترحيباً في كوريا الشمالية التي اعتبر إعلامها الرسمي أنها «محاولة طفولية لإخفاء الطبيعة، حقيقة هوس أوباما بالحرب النووية». وفي بكين، عنونت صحيفة «تشاينا ديلي»: «جنت اليابان على نفسها» في حين ذكّر وزير الخارجية وانغ يي بالمجازر التي ارتكبتها القوات اليابانية في حق المدنيين في نانجينغ، والتي تؤكد الصين أنها أدت إلى مقتل 300 ألف شخص خلال ستة أسابيع عام 1937».