توصل باحثون فرنسيون إلى تطوير جزيئة قادرة على الحد من حيوية خلايا الميلانوما (سرطان الخلايا الصبغية) من دون أن تلحق أضرارا بتلك السليمة، ما يشكل أملا بالقضاء على سرطان الجلد. وقام فريق من المعهد الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية (إنسرم) تحت إدارة ستيفان روشي بتطوير هذه الجزيئة التي تحمل اسم "اتش ايه 15". ونشرت نتائج أعمالهم في مجلة "كانسر سيل" الأميركية. والميلانوما هو نوع قوي جدا من سرطان الجلد ويطال "الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين التي تعطي للبشرة لونها"، بحسب ما ذكر المعهد الفرنسي في بيانه. وأوضح البيان أن "رصد جزيئات جديدة يعد عنصرا أساسيا لتطوير علاجات حيوية فعالة ضد السرطان الذي يتضاعف انتشاره كل سنتين". وفي هذا السياق، اكتشف باحثون من نيس (جنوبفرنسا) سلالة جديدة من الجزيئات تعرف ب"تي زد بي" تتمتع بمواصفات "مثيرة للاهتمام" لمكافحة السرطان. وقال روشي: "رصدت بداية هذه السلالة في سياق الأبحاث المتعلقة بمرض السكري من النوع الثاني، فهي تعزز تفاعل الخلايا مع الأنسولين. وكان لا بد من إبطال هذه الوظيفة المتعلقة بالأنسولين لاستخدامها في حالات السرطان". وبعد تجارب عدة، توصل الباحثون إلى تعديل الهيكلية الأساسية للجزيئة تحت اسم "اتش ايه 15". فباتت الجزيئات الجديدة قادرة على القضاء على خلايا الميلانوما من خلال دفعها إلى قتل نفسها ومن دون أن يؤثر ذلك على الخلايا السليمة، بحسب ما بينت التجارب على الفئران. وأثبتت "اتش ايه 15" أيضا فعاليتها في مكافحة أنواع أخرى من الأورام، مثل سرطان الثدي والقولون والبروستات والبنكرياس. ويعتزم الفريق الذي يقوده روشي إطلاق تجارب سريرية في المرحلة الأولى عما قريب.