انطلقت أمس، فاعليات موسم الزيارة اليهودي إلى كنيس «الغريبة» في جزيرة جربة (جنوبتونس) وسط إجراءات أمنية مشددة تحسباً لهجمات، فيما أعربت ألمانيا عن استعدادها لدعم جهود الحكومة التونسية في النهوض بالاقتصاد الذي يعاني من الانكماش منذ الثورة. وتوافد مئات من يهود تونس والدول العربية والغربية إلى كنيس «الغريبة»، أحد أقدم المعابد اليهودية في أفريقيا، ويحتوي على نسخة نادرة وقديمة من التوراة، في أول أيام الموسم اليهودي السنوي، الذي شهد حضوراً رسمياً تونسياً، على رأسه نائب رئيس البرلمان، القيادي الإسلامي البارز عبدالفتاح مورو ووزراء السياحة والثقافة والشؤون الدينية ونواب وديبلوماسيين أجانب. وصرحت وزيرة السياحة التونسية سلمي اللومي في مؤتمر صحافي أمام المعبد اليهودي أمس، بأن «موسم الزيارة اليهودي يعكس بوضوح التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به تونس وجزيرة جربة»، مشيرةً إلى أن عدد السياح حالياً في «جربة» بلغ 12 ألف سائحاً أجنبياً. وتأمل تونس بإنجاح هذا الحدث الديني والسياحي قصد تجاوز الآثار السلبية للاضطرابات الأمنية والسياسية التي تمر بها، بعد تعرضها العام الماضي لهجومين مسلحين في متحف باردو ومنتج سوسة السياحي أسفرا عن مقتل عشرات السياح الأجانب في ضربة أثرت كثيراً على القطاع السياحي. من جهة أخرى، عبّر المبعوث الخاص للولايات المتحدة المكلف بمراقبة معاداة السامية، عن سعادته بالعودة إلى جزيرة جربة التونسية، مثمناً «فرصة الاحتفال من جديد بالتراث اليهودي في هذه المدينة العريقة وتجديد علاقات واشنطن مع المجتمع المدني في المنطقة». وقال المبعوث، الذي يرأس وفد الخارجية الأميركية إلى الغريبة، إنه «اكتشف أن الطائفة اليهودية في جربة فريدة من نوعها من نواح متعددة مقارنة ببقية بلدان العالم بسبب محافظتها على تقاليدها»، آملاً بأن تبقى هذه الطائفة «رمز التسامح ضمن ديموقراطية تونسية متينة ومستقرة». ويذكر أن عدد الوافدين اليهود شهد تراجعاً كبيراً بعد الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل 3 سنوات، وكانت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي صرحت في وقت سابق بأنها تسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح اليهود في موسم زيارة الغريبة. إلى ذلك، عبّر وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية مواركوس ايديرير عن استعداد حكومته لدعم تونس على مختلف الأصعدة واستعدادها لتقديم المساعدات الضرورية ومرافقة تونس في جهودها لتحقيق الاستقرار والتنمية. وقال الوزير الألماني، في افتتاح أعمال الدورة الثالثة للمشاورات التونسية - الألمانية أمس، إن ألمانيا «ستدعم الجهود التونسية في مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود وتأمين المسالك والمواقع والمنشآت السياحية لدعم مكانتها الرائدة كوجهة سياحية آمنة وجاذبة». وأعرب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي عن ارتياحه «للمستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين البلدين، مثمناً الدعم الألماني المتواصل لمسار الانتقال الديموقراطي في تونس». وتتمحور أعمال الدورة الثالثة للمشاورات الحكومية التونسية - الألمانية على مساندة جهود الحكومة التونسية في مكافحة الارهاب والتهريب وضبط الحدود مع ليبيا والجزائر.