واشنطن، كابول - أ ف ب، يو بي اي - كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، ان اكثر من ثلاثة بلايين دولار اخرجت بطريقة غير شرعية من افغانستان خلال السنوات الاخيرة، في وقت تتزايد الانتقادات الدولية لتفشي الفساد وتهريب المخدرات في البلاد. وافادت الصحيفة بأن «هذه الاموال النقدية التي تزيد قيمتها عن قيمة الضرائب والرسوم الجمركية التي تجمعها الحكومة الافغانية سنوياً، يجري التصريح عنها رسمياً قبل تحميلها في حقائب وصناديق وترسل الى الخارج». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين اميركيين زودوا السلطات الأفغانية بتكنولوجيا تنصت وغيرها من التجهيزات لمكافحة الفساد قولهم إن «مدعين عامين ومحققين أفغاناً تلقوا أوامر من مسؤولين كبار في حكومة الرئيس حميد كارزاي بتحريف مسار تحقيقات في قضايا فساد عبر شطب أسماء من ملفات بعض القضايا، ومنع اعتقال مسؤولين رفيعي المستوى، وغض النظر عن مسؤولين تنفيذيين في شركة مالية كبيرة يشتبه في تقديمها مساعدة للنخبة في البلاد كي يستطيعوا نقل ملايين الدولارات إلى الخارج». لكن الناطق باسم الرئيس الأفغاني وحيد عمر نفى أي تحريف لمسار التحقيقات، مؤكداً ان الرئاسة لم تتدخل في أي حالة». وأشار المسؤولون إلى ان المستشارين الأميركيين الذين أرسلتهم وزارة العدل الأميركية وال «اف بي آي» و «إدارة مكافحة المخدرات» وجدوا أنفسهم نتيجة هذه الممارسات، في ظروف شديدة الصرامة في ما يتعلق بمشكلة الفساد في أفغانستان. واعلن هؤلاء ان بين الأسماء التي تحظى بحماية نائب رئيس المصرف الأفغاني الموحد محمد رافع عظيمي، مشيرين إلى ان تسجيلاً لصوته يظهر حديثه عن دفع رشاوى، وانه عرض في محاكمة مسؤول غير بارز في وزارة الشؤون الدينية يدعى محمد نور والذي دين بالسجن 15 سنة. وأبلغ احد المسؤولين الصحيفة: «الواضح انه لا بد من إدانته وتوجيه تهم إليه، لكن عظيمي رجل أعمال يعرف الكثير في شأن أموال المسؤولين الحكوميين»، فيما صرح مسؤول آخر: «ذهبت مجموعة كبيرة من النافذين إلى المدعي العام، وطلبت منه البقاء جانباً». واشارت «واشنطن بوست» الى ان غالبية الأموال تنقل إلى دبي حيث تملك نخبة الأفغان، بمن فيهم والي احمد كارزاي شقيق الرئيس كارزاي، منازل فخمة. ميدانياً، اعلن الحلف الاطلسي (ناتو) مقتل خمسة من جنوده، هم بريطاني بالرصاص في منطقة نهر السراج بولاية هلمند (جنوب)، واربعة نروجيين في انفجار قنبلة على جانب طريق في منطقة قريبة من مزار الشريف (شمال)، ما رفع الى تسعة عدد الجنود النروجيين الذين قتلوا في عمليات عسكرية في افغانستان، في وقت بات شهر حزيران (يونيو) الحالي الاكثر دموية بالنسبة الى الجنود الاجانب منذ نهاية 2001، اذ قارب عدد القتلى المئة جندي. وينتشر نحو 500 جندي نروجي في افغانستان معظمهم في كابول وشمال البلاد، علماً ان مقتل اخر جندي نروجي خلال عمليات عسكرية يعود الى كانون الثاني (يناير) الماضي، لدى انفجار عبوة ناسفة وضعت الى جانب احدى الطرق، فيما جرح ثمانية جنود في مكمن نصبه متمردون لدوريتهم مطلع ايار (مايو) الماضي. وسقط ثمانية مدنيين بينهم نساء واطفال في انفجار لغم يدوي الصنع لدى عبور سيارتهم في منطقة اندار بولاية غزني (وسط). انتقاد وفي واشنطن، انتقد عضو مجلس الشيوخ المرشح السابق للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري جون ماكين قرار الرئيس باراك أوباما الخاص ببدء سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول تموز (يوليو) 2011. وقال ماكين، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لمحطة «أن بي سي»: «أعارض الجدول الزمني. في الحرب تعلن متى ستنسحب بعد تحقيق نجاح». واضاف: «لم يوصِ أي مستشار عسكري ببدء الانسحاب، لذا كان القرار سياسياً بحتاً ولم يرتكز على وقائع على الأرض او على استراتيجية عسكرية. وارى ان الموعد أرسل إشارات مضللة للقوات العسكرية ورسالة خاطئة للمتمردين الذين يستطيعون الآن أن ينتظروا أعداءهم». وأشار إلى أن سجيناً من حركة «طالبان» وصف الوضع بالقول «لديكم الساعات ولدينا الوقت». ولفت إلى أنه مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية لم يعد للرئيس الأفغاني حميد كرزاي أسباب كثيرة للتعاون مع الجهود الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة لتأسيس حكومة وجيش قويين والقضاء على الفساد. وأثنى ماكين على الجنرال دايفيد بترايوس الذي اختاره أوباما ليخلف الجنرال ستانلي ماكريستال في قيادة القوات الاجنبية في أفغانستان بعدما أدلى الأخير بتعليقات مثيرة للجدل تناولت الرئيس واعضاء ادارته، لكنه قال إن «تحديد موعد لبدء الانسحاب يفرض ضغوطاً على بترايوس»، داعياً أوباما إلى الانسحاب اعتماداً على الظروف في أفغانستان.