توعدت حركة «طالبان» الأفغانية بإشعال ثورة ضد المحتلين والقوات الحكومية إثر مقتل زعيمها الملا محمد أختر منصور. أتى ذلك في بيان أصدرته الحركة يؤكد مقتل الملا منصور في غارة جوية أميركية استهدفت سيارة كان يستقلها. وتوعدت الحركة بأن مقتل زعيمها الراحل لن يؤثر في نشاطها، لأنها ليست قائمة على شخص بذاته، وأن نشاطها لن يضعف أو ينتهي بمقتل زعيمها. والملفت أن هذا الإعلان أتى في وقت قال وزير الداخلية الباكستاني تشودري نزار علي خان إنه لا يمكنه تأكيد مقتل الملا منصور، مشيراً إلى أن الجثة التي انتشلت من مكان قرب الحدود الأفغانية، كانت متفحمة في شكل يحول دون التعرف عليها. وأضاف للصحافيين أن عينات الحمض النووي التي جمعت من الرفات ستفحص وتجري مقارنتها مع عينات حمض نووي لقريب للملا منصور تقدم لاستلام الجثة. لكن المركز الإعلامي الأفغاني في كابول نقل عن بيان وزعته «طالبان» في أفغانستان أن الحركة ماضية في طريقها لتطبيق الشريعة الإسلامية في مهما كلف ذلك من تضحيات. واعتبر بيان «طالبان» الاعتراف الرسمي الأول من الحركة بمقتل زعيمها، إذ توقفت عن إصدار أي رأي، بعد إعلان واشنطن عن مقتله في ضربة جوية أميركية في إقليم بلوشستان الباكستاني. وأفادت معلومات بأن «طالبان» بدأت مشاورات على مستوى مجلس شورى القيادة ومجلس العلماء والقادة العسكريين الميدانيين لاختيار زعيم جديد للحركة. وقال مسؤولون مطلعون على المشاورات الجارية إن البحث يجري عن مرشح يحظى بدعم كوادر الحركة وذلك لتجنيبها أي بوادر انقسام كما حصل حين تولى الملا منصور الزعامة بشكل رسمي قبل عشرة أشهر تقريباً. كما تسعى قيادات الحركة إلى انتخاب الزعيم الجديد داخل أفغانستان لتجنب أي خلاف حول انتخابه في الأراضي الباكستانية، كما حصل حين انتخب الملا منصور العام الماضي. ويرأس المشاورات لانتخاب قائد جديد للحركة الملا هبة الله النائب الأول لأختر منصور وهو قد يكون أحد المرشحين لخلافته نظراً إلى علمه الديني وأقدميته في الحركة واحترام مجلس الشورى ومجلس العلماء والقادة الميدانيين له، كما يعتبر هبة الله من القادة المؤسسين لحركة «طالبان» في قندهار جنوبأفغانستان عام 1994. كما يشارك في المشاورات كل من الملا هداية الله والملا نور الدين الترابي النائب الثاني السابق للملا محمد عمر مؤسس الحركة وأمير خان متقي وزير إعلام «طالبان» السابق والملا مطيع الله، وكلهم أعضاء في «شورى» الحركة. ومن ضمن الأسماء المرشحة لقيادة الحركة سراج الدين حقاني النائب الثاني للملا أختر منصور، لكن قيادات تاريخية من قندهار تسعى إلى الاحتفاظ بمنصب أمير الحركة لشخصية من قندهار، كما تخشى من أن انتخاب سراج الدين حقاني المطلوب أميركيا قد يعطي رسالة سلبية للعالم أجمع حول الحركة ومستقبلها ويزيد من المخاوف من إمكانية استهداف قيادات «طالبان» من قبل طائرات أميركية من دون طيار.