كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أن الوسيط الأميركي قدم اقتراح حل وسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خلال اجتماع ثلاثي طويل استمر حتى فجر أمس، بهدف نزع فتيل الانفجار وإعادتهما الى طاولة المفاوضات. وأوضحت أن الاقتراح الأميركي ينص على: إطلاق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وإطلاق الولاياتالمتحدة سراح الجاسوس جوناثان بولارد، وتمديد المفاوضات مدة عام يجري خلالها إطلاق 400 أسير فلسطيني يشترك الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اختيارهم، وتجميد بناء الوحدات الاستيطانية التي أقرت خلال فترة المفاوضات الماضية وعددها أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية. وأضافت أن الجانبيْن وعدا بدرس الاقتراح والعودة إلى الجانب الأميركي في الأيام القليلة المقبلة. وعقب اللقاء، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الجزائر بأن المفاوضين حققوا تقدماً خلال لقاء القدس، لكن «هناك هوة يجب ردمها بسرعة»، محذراً من أن المفاوضات تمر «بلحظة حرجة»، ومؤكداً في الوقت نفسه أن «الحوار يبقى مفتوحاً». وشارك في اللقاء الثلاثي الذي استمر من السابعة والنصف مساء الأربعاء حتى الرابعة والنصف فجر أمس، كل من رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات، ومدير المخابرات العامة ماجد فرج، ورئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني ومدير مكتب رئيس الوزراء اسحق مولخو، كما شارك من الجانب الأميركي رئيس طاقم وزير الخارجية مارتن أنديك. وجاء اللقاء بعد اتصال أجراه كيري مع الرئيس محمود عباس، وصدور تصريحات فلسطينية تؤكد أن الجانب الفلسطيني مهتم بمواصلة العملية السلمية، وأنه لن يستخدم المواثيق الدولية التي انضم إليها ضد أحد. وقالت مصادر فلسطينية إن اللقاء كان أشبه بمعركة ضارية تبادل خلالها الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات عن التدهور الأخير الذي أعقب إعلان إسرائيل عن عطاءات لبناء 708 وحدات سكنية في القدس، وردِ الجانب الفلسطيني بالانضمام الى 15 معاهدة وميثاق دولي. وعن تفاصيل ما دار في اللقاء، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول فلسطيني قوله إن الجانب الفلسطيني رفض الخوض في المسائل الفنية العالقة، وطالب بتناول قضايا الصراع الرئيسة «وليس الرزم أو الصفقات»، حسب ما قال عريقات في الاجتماع. وأضاف المسؤول أن الفلسطينيين رفضوا طلب ليفني ومولخو البحث في مسألة الدفعة الرابعة من الأسرى «وتسهيلات أخرى» تقترحها إسرائيل في مقابل تمديد المفاوضات عاماً إضافياً، وبرروا الرفض بأن المسألة سبق التفاهم عليها مع الأميركيين عشية استئناف المفاوضات الصيف الماضي، وبأن «إسرائيل هي التي لا تفي التزامها في هذا الصدد». وقال إن ليفني هددت الفلسطينيين بعقوبات على توجههم للانضمام الى هيئات دولية، فردّ عليها عريقات بتهديد إسرائيل بالتوجه إلى محكمة لاهاي «في حال صعّدتم الأوضاع ضدنا، إذ سنلاحقكم كمجرمي حرب في كل المحافل الدولية». في هذا الصدد، تبيّن أن السلطة لم تطلب الانضمام الى «معاهدة روما» الناظمة لعمل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهو أمر أكدته رسمياً الأممالمتحدة عندما أعلنت أنها تسلمت رسائل انضمام فلسطين إلى 13 معاهدة واتفاقية دولية لا تشمل «معاهدة روما». وتشير التقديرات إلى أن الجانب الفلسطيني يبدى انفتاحاً على العرض الأميركي، خصوصاً إذا وافقت إسرائيل والتزمت إطلاق سراح عدد كبير ونوعي من الأسرى، وحدوث تجميد جدي في البناء الاستيطاني. واشنطن (رويترز)، قال البيت الابيض اليوم إن تأخر اسرائيل في الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين يخلق تحديات لكن حوار الشرق الاوسط يبقى مفتوحا. ولم يستطع جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض تأكيد تقارير عن أن إسرائيل ألغت الإفراج المزمع عن معتقلين فلسطينيين كان الهدف منه إحراز تقدم في عملية السلام. وقال إن التأخر في الإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين «يخلق تحديات»، لكن «الحوار يبقى مفتوحا.»