سطرت صحراء رنية القاحلة أمس (السبت) في طيات سجلها الحافل بحوادث ووفيات «مخالفي نظام الإقامة» جراء العطش و«التوهان» بين كثبانها المرعبة، فصلاً جديداً من حكايات الموت والضياع، إذ قضى ثلاثة أشخاص وتعرض تسعة آخرون إلى إصابات متفرقة، بينما نجا سبعة آخرون بعدما انقلبت مركبة من نوع «صالون» كانت تقل 18 مخالفاً حاول مالكها (مواطن) تهريبهم من خميس مشيط إلى المنطقة الغربية، ولم يكن المهرب بأفضل حظ من «المهرَبين» الذين خاطر بهم في دهاليز الصحراء الموحشة، إذ فارق هو الآخر الحياة في ذات الموقع. وكأن صبر صحراء رنية المعقدة نفد من مرور المهربين والمخالفين عليها، ولم تعد تحتمل المزيد منهم، فوضعت أمس (السبت) حداً لمغامراتهم، بعدما خانت الرمال مركبة المواطن (المهرِب) وتمايلت بها يميناً ويساراً لتقلبها مرات عدة في عمق الصحراء الجرداء. وفور تلقي البلاغ هرعت للموقع «المشؤوم» فرق الإسعاف والإنقاذ ودوريات الشرطة، واستنفرت المستشفيات والمراكز الصحية كافة في رنية وضواحيها، كما جرى نقل المتوفين والمصابين إلى مستشفى رنية العام الذي أعلن هو الآخر حال الطوارئ، فيما أحيلت حالتان خطرتان إلى مستشفى الملك عبدالله في بيشة. وقال الناطق الإعلامي في «صحة الطائف» سعيد الزهراني ل«الحياة»: «إن حال الطوارئ أعلنت في المراكز الصحية والمستشفى العام في محافظة رنية، بعد أن تلقت غرفة العمليات بلاغاً عن وقوع حادثة مرورية في منطقة صحراوية، جراء انقلاب سيارة تقل 18 شخصاً، وتم على الفور تحريك فرق طبية عدة من المستشفى والمراكز الصحية إلى موقع الحادثة»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الحادثة أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص. وأضاف الزهراني أن حالتين خطرتين من بين المصابين وبقية الحالات ما بين متوسطة وخفيفة، وقال: «إن المستشفى اضطر إلى إيقاف العمل في العيادات الخارجية لساعات لمواجهة العدد الكبير من مصابي الحادثة».