كشف أستاذ علم الفيروسات في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة والمشرف على كرسي سعيد بن زقر لأبحاث الإيدز الدكتور غازي جمجوم ل «الحياة»، إثبات ست حالات إيجابية من خلال طلب أكثر من أربعة آلاف رجل وامرأة الكشف عن مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» خلال عامين في مدينة جدة فقط، من طريق وحدة العناية المتنقلة التابعة لكرسي عبدالله سعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض الإيدز. وقال: «تقدم لطلب الفحص الطوعي منذ انطلاق عمل الوحدة أكثر من أربعة آلاف شخص من طريق إجراء تحاليل مبدئية، وما زال العدد في ازدياد. وأوضح أن سبب كثرة توافد الناس على الوحدة المتنقلة هو حفظ الطاقم الطبي على الخصوصية وعدم السؤال عن اسم المراجع ومعلوماته الشخصية، وكل ما يلزم فعله هو إجراء الفحص فقط ومعرفة النتيجة، ما يمنحهم الشجاعة وعدم التردد، خصوصاً من لديه سلوكيات معينة ويخاف من الذهاب إلى المستشفى، نظراً إلى أن الأمر ما زال غامضاً عن الكثير من الناس، خصوصاً أن عدد الرجال المصابين بالمرض أكثر من النساء في أعمار مختلفة»، مشدداً على ضرورة الكشف الباكر وتناول العلاج خلال فترة المرض وعدم قطعه حتى لا يؤدي إلى نكسة. وزاد: «تستقبل مراكز فحص الإيدز الثابتة التابعة لوزارة الصحة أعداداً أخرى غير مرتادي العيادة المتنقلة التي لا تزال تؤدي مهماتها خلال فترة الصيف، ما يعكس وعي الناس وحرصهم على الكشف والعلاج»، مفيداً أن كرسي الأبحاث يتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في مستشفى الملك سعود وجمعية أصدقاء «الإيدز» في جدة. وأشار جمجوم إلى أن أدوات التحليل الذاتي للإيدز لها دور كبير في الكشف المبدئي لنقص المناعة البشرية، لافتاً إلى أنها توجد في بعض الصيدليات الكبرى في محافظة جدة، ويتم استخدامها في الوحدة المتنقلة وفي المراكز الثمانية التابعة لوزارة الصحة المنتشرة في الرياضوجدة والدمام وجازان. وأوضح أن تلك الأدوات غير كافية للتأكد من السلامة من هذا الداء، إذ لا بد من مراجعة المستشفى والتحليل من طريق المختبر، وفي حال ثبوت الإصابة بالمرض يتم تحويل المصاب إلى المدن الرئيسة لأخذ العلاج. وعن كيفية الفحص، ذكر أن التحليل يعتمد على وخز الإصبع كما هي الطريقة في فحص السكري، وأخذ عينة. وعن جهاز الكشف الذاتي لفيروس «الإيدز» جالت «الحياة» ميدانياً على 20 صيدلية في الرياض، أفاد خلالها الصيادلة بعدم معرفتهم لهذا الجهاز، مؤكدين أنه لم يسبق أن تم طرحه للبيع على الزبائن أو طلبت الشركات توزيعه وعرضه. وقال صيدلي: «يمكن أن نوفر الجهاز لغرض الكشف على العمالة المنزلية والسائقين فقط بواسطة تقديم طلب مسبق، أما غير ذلك فلا علم لي». يذكر أن جميع حالات الإيدز تعالج مجاناً في السعودية، في الوقت الذي يكلف فيه علاج الشخص الواحد نحو 100 ألف ريال.