شهدت قرى محيطة بمنطقة البراكين في محافظة العيص بالمدينةالمنورة، أمس، هزات أرضية تجاوزت ال10 هزات متفاوتة القوة ،إلا أن جميعها كانت محسوسة، أدت إلى تصدع بعض المباني بينها مبان مدرسية، إضافة إلى كسرها حاجز الرقم الذي سجلته أعلى هزة وهو 3.7 درجات، بتسجيلها 3.82 درجة على مقياس ريختر. وتركزت هزات أمس في منطقتي الرويضات والسهلة، إضافة إلى قرية المرامية، التي تعرضت أيضاً لهزات شعر بها الأهالي، وأسقطت الأشياء، وأرجفت الأبواب والشبابيك، وتصدعت بعض حيطان المنازل بحسب قول شهود عيان، كما أدت إلى إحداث رعب وهلع بين السكان. وبدأ مدير مدرسة الرويضات الابتدائية بإخلاء المبنى من الطلاب فوراً، فيما تناقش إدارة التربية والتعليم في ينبع المسؤولين في الوزارة، لمنح الطلاب في العيص والمناطق المتأثرة بالهزات الأرضية إجازة موقتة نتيجة الحال النفسية التي يمرون بها، والقلق الذي قد يؤثر على المستوى الدراسي، وليتمكن أولياء الأمور من نقل أبنائهم بعيداً من الهزات لكي لايؤثر ذلك على تحصيلهم العلمي. وأفاد عدد من سكان قرية الرويضات أنهم ينامون ليلاً في الفضاء خارج منازلهم ،نظراً لتساقط بعض الأتربة من أسقف الغرف نتيجة الهزات المتوالية التي يشعرون بمعظمها، مؤكدين أن التجهيزات جيدة ومتكاملة. وتأكيداً على فطنة أهل القرى، قال بعض سكان قرية الشبحة والسهلة وشثاث وسمر: «إنهم شعروا بالهزات الأرضية أكثر من مرة، إلا أن غالبية الهزات غير محسوسة، وإنما يمكن ملاحظتها من خلال وضع كوب ماء على الأرض والنظر إلى تحرك الماء في داخله». ووصف مواطنون الهزات المتتالية التي أحسوا بها أخيراً بالأعنف منذ عشرات السنين، مؤكدين أن إيمانهم العميق جعلهم أكثر تماسكاً إزاءها، وهو ما دعاهم أيضاً إلى طلب التريث قبل ترك منطقتهم إلى مواقع أخرى. وفي سياق متصل، زار المدير العام لمكتب الضمان الاجتماعي في منطقة المدينةالمنورة عطية بن محمد علي أمس محافظة العيص، ووقف على المستودع الخيري فيها. وتهدف الزيارة إلى الوقوف على أحوال المواطنين في المناطق المتأثرة بالزلازل، وإحصاء المنازل المتضررة والمتهالكة، لرفع إحصائية بها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، لمعرفة مدى ملاءمة تلك المنازل لمثل هذه الظروف، وتعويض المواطنين ودعمهم من مكتب الضمان الاجتماعي. وقال علي: «إن الزيارة تأتي بتوجيه من وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، نتيجة الظروف الحالية التي تتعرض لها محافظة العيص وعدد من قراها»، مؤكداً الرفع للوزارة بحاجة العيص إلى مكتب ضمان اجتماعي نظراً لاتساعها وكبرها، مضيفا أن الوزارة ستشكل لجنة للعمل في العيص خلال الفترة الحالية، لتقديم الخدمات للأسر والمواطنين المستفيدين.