في أول رد فعل تجاه ما نشرته «الحياة» قبل مدة قصيرة، عن الوضع المأساوي للشاعر الكبير محمد الثبيتي، ودعمته الصور التي تنشر للمرة الأولى وتظهر الحال المأسوية، التي وصل إليها صاحب «التضاريس» عبر مثقفون عن استيائهم مما وصل إليه جسد الثبيتي المنهك، مطالبين وزارتي الثقافة والإعلام والصحة بالاهتمام بالوضع الصحي لأي مثقف كان، يتعرض لأزمة صحية، محذرين في الوقت نفسه من أن ما يعانيه اليوم محمد الثبيتي من حال صحية متردية، وإجباره على الخروج من المدينة الطبية التي كان يتعالج بها، قد يكون هو المآل نفسه لمثقف آخر ولشاعر كبير أيضاً. وشدد هؤلاء على وجوب العمل لدفع وزارة الثقافة على التفكير جدياً في انتشال الثبيتي من أزمته، وتجنيب الكثير من المثقفين وضعاً مشابهاً لا قدر الله. وما يجعل التجاوب مع مطالب المثقفين أمر ضروريا، ما شاهدته حالة الثبيتي الصحية من تحسن طفيف، بحسب ما يقول ابنه ، إذ قال يوسف الثبيتي ل«الحياة» إنه حالة والده«بدت مستقرة، ولا سيما أنه أخذ يستجيب للغذاء، وفي بعض الأحيان نجده يبتسم، لكننا نطمح كثيراً إلى أن نعالجه في الخارج، حتى نراه سالماً وواقفاً على قدميه، ونتمنى أن نجد مساعدة في ذلك، ولا سيما أننا سمعنا أن بعض الدول الأوروبية تعالج مثل حال والدي»، مضيفاً: «نعاني من مسألة السكن، ونرجو أن نحصل على منزل خاص في القريب العاجل». ويرى الكاتب شتيوي الغيثي أن الثبيتي أو غيره «قبل أن يكون شاعراً كبيراً ومثقفاً فهو مواطن جذوره غائرة في عمق الرمل، وهو قبل ذلك كله إنسان فضلاً عن أنه الأديب الكبير وواحدة من هذه فقط كان من المفترض أن تكون كفيلة بأن يحظى الثبيتي برعاية كبيرة. أيضاً لا ننسى أن الثبيتي كان دخوله المستشفى جاء بأمر ملكي، ومن هنا كان من المفترض أن تكون الرعاية أكبر»، لافتاً إلى أن الثبيتي لم يشفَ حتى الآن «والدليل تردي الحالة كل مرة. وبقاؤه في المستشفى هو الحل حالياً ثم أنه جاء دور وزارة الثقافة لتؤسس صندوق المثقف على الأقل مع الثبيتي، حتى لا يكون مشروعاً على ورق». وقال البلوي إن حالة الثبيتي «تتطلب أن يتم العمل على إصدار قرار استثنائي وعاجل من الوزارة لإبقائه تحت العلاج في المستشفى. يجب ألا ننتظر من هذا الصندوق أن يكون بيروقراطياً كما هي العادة، وإنما يدخل في إطار العمل السريع والعاجل حتى نضمن حقيقة بقاء الثبيتي في المستشفى أطول فترة ممكنة».وقال الروائي فارس الهمزاني: «ما حدث للثبيتي ليس بالشيء الجديد، بل هذا هو المتوقع في ظل تهميش دور المثقف. ان فشل وزارة الثقافة والإعلام في احتواء المثقفين يجعلني متشائماً من العمل الثقافي. كل المؤشرات تدل على أن بائع الخضرة يستطيع أن يؤمن مستقبله، لكن المثقف كالثبيتي الذي كتب قصائده للوطن عاجز عن دفع تذاكر للسفر. الروائي احمد ابو دهمان كتب رواية «الحزام» بالفرنسية ولديه تأمين صحي وراتب شهري من عمل روائي واحد، في حين 30 عاماً لم تشفع للثبيتي للحصول على سرير في مستشفى. أنا أطالب بإنشاء جمعية أهلية للمثقفين وهي بالمعنى الشعبي (قطة) مالية للمثقفين العاجزين».فيما اعتبر القاص عبدالسلام الحميد ان كل ما حدث للثبيتي «شيء متوقع في ظل عدم وجود نقابة أو رابطة تحمي حقوق المثقف، الحل في إطلاق رابطة الكتاب والأدباء، التي طاول انتظارها وحتى ذلك الوقت يكون من واجب وزارة الثقافة والإعلام أن تتدخل وبقوة لحماية المثقفين، وعلى المثقفين والأدباء السعي لإنشاء رابطتهم في أسرع وقت، فما حصل لسيد البيد – شفاه الله- كلنا معرضون له. وإلا فليغير مسمى الثبيتي من شاعر ومثقف إلى مهاجم أو قلب دفاع أو حتى حارس مرمى!»، مضيفاً: «حينها فقط ستفتح أمامه جميع الأبواب المغلقة وسيتسابق الكل لعلاجه في الداخل والخارج»!وتأسفت الروائية عزة السبيعي من الوضع الذي آل إليه الثبيتي، متمنية له الشفاء العاجل، مشددة على «أن تنتبه الدولة الى أنه علم من أعلامها مبدع يحتفي الآخرون بشعره ويعدونه أحد أهم الرموز المعبرة عن ثقافتنا وأدبنا، إنه جزء من صورتنا التي ينظر إليها العالم وليس من اللائق مطلقاً أن تظهر بهذا الانكسار والتهميش والتجاهل»، مؤكدة ضرورة إنشاء صندوق للمثقفين «يصرف على علاجهم ويسد ضائقتهم بخاصة من لا يوجد مصدر رزق لهم آخر غير الكتابة»، لافتة إلى أن مثل هذا الصندوق «يعمل به في العديد من الدول، وبالإمكان أن يقتطع من موازنة وزارة الثقافة أو من دخل الإعلانات في مجلاتها أو التلفزيون أو من دخل الوزارة من أنشطتها الثقافية، التي تقوم غالباً على جهود هؤلاء المثقفين».