أعلنت الحكومة العراقية تحرير بلدة الرطبة بالكامل على الطريق إلى الحدود مع الأردن، في محافظة الأنبار بالكامل، ورفعت العلم الوطني فوق مبانيها بعد يوم من إطلاق عمليات تطهيرها من الإرهاب. وتزامن ذلك مع إعلان فصائل «الحشد الشعبي» استكمال استعداداتها لتحرير الفلوجة. وتوقعت قيادة العمليات في بغداد ارتفاع وتيرة الهجمات الإنتحارية في العاصمة مع اقتراب معركة المدينة التي تعد أهم معاقل «داعش» في البلاد. وأفادت قيادة العمليات في بيان أمس، بأن «القطعات المشتركة المكونة من جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الإتحادية والجيش تمكنت اليوم (أمس) من تحرير قضاء الرطبة، غرب الرمادي بالكامل ورفع العلم العراقي فوق المباني، بعد تكبيد العصابات الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات». وأعلنت خلية الإعلام الحربي أن «قطعات تحرير الرطبة المتمثلة بقيادة قوات الشرطة الإتحادية تمكنت من مسك مفرق عكاشات الواقع على الطريق السريع باتجاه قضاء الرطبة ومنفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، غرب الأنبار، بإشراف وتنسيق مباشر مع قيادة العمليات المشتركة»، وأكدت أن «مسك المفرق قطع طريق امداد داعش باتجاه القائم، على الحدود السورية». لكن الناطق باسم قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الكولونيل ستيف وارن اكد ان عددا من مقاتلي»داعش» ما زالوا في بلدة الرطبة. وأوضح أنه «في مفهوم العمليات العسكرية فإن القوات العراقية تواجه مقاومة ضعيفة إلى متوسطة». وقال في هذا الصدد إن «لديهم (القوات العراقية) العدد الكافي من المقاتلين كما ان لديهم ابناء العشائر، وبامكانهم الامساك بزمام الامور على غرار باقي المناطق التي استعادوها حديثاً». وكان وارن قال ان القوات العراقية دخلت الرطبة من دون صعوبات كبرى، بعد سيطرة التنظيم الجهادي عليها منذ 2014. واوضح أنه على «رغم انها بلدة صغيرة، لكنها تتمتع باهمية استراتيجية كبرى (...) فهي قرب الطريق الرئيس بين بغدادوالأردن». وأضاف أن «نحو 200 عنصر من التنظيم كانوا يسيطرون على البلدة، لكن بصراحة، فر الكثير من الأعداء عندما شاهدوا القوة مقبلة». وأدت غارات التحالف بقيادة أميركية إلى قتل أكثر من 120 عنصراً بارزاً فيما أسهم استهداف مخابئ السيولة التابعة للتنظيم وأنشطة تهريبه النفط في حرمانه من ملايين الدولارات. إلى ذلك، قال مصدر في شرطة الأنبار أن «أربعة أفواج من لواء علي الاكبر وابو الفضل العباس (منتشكيلات الحشد الشعبي) وصلت الى محاور ومناطق قضاء الكرمة شرق الفلوجة قادمة من بغداد»، وأوضح أن «تلك القوات يرافقها عدد من الدروع وعربات عسكرية تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة»، وأضاف أن «أفواج الحشد تمركزت بعد وصولها في مناطق بنات الحسن ومعامل الحصى وفي منطقة شويرتان والحمرة ومحور الصبيحات والروفة»، وأشار إلى أنها «ستتوجه بعد تطهير الكرمة إلى محاور ومداخل الفلوجة الشرقية والشمالية خلال الأيام المقبلة». وأفاد مسؤول محلي بأن 13 عنصراً من «داعش» قتلوا وتم تدمير معمل لصناعة العبوات الناسفة بقصف جوي لطيران التحالف الدولي وسط الفلوجة، مشيراً إلى أن «تحركات عناصر التنظيم في المدينة أصبحت قليلة جداً خوفاً من استهدافهم بالطائرات المسيّرة». في بغداد، أعلنت وزارة الداخلية أن «الأجهزة الاستخبارية في وزارة الداخلية استنفرت جهودها في ملاحقة الخلايا التي نفذت العمليات الإرهابية في بغداد، وتمكنت من الوصول إلى أعضاء هذه الخلايا والقبض عليهم واعترفوا بتنفيذ تلك العمليات في الحسينية والرشيد والنهروان واستهداف الزوار في منطقة الدورة وسوق عريبة في مدينة الصدر، ومعمل الغاز في منطقة التاجي وسوق 4000 في منطقة الشعب وساحة 55 في مدينة الصدر» وأكدت أنه «تم إلقاء القبض على من ساهم في هذا الإرهاب وسنعرض الاعترافات في وقت لاحق». من جهة أخرى، قال مصدران في الجيش إن «تسعة جنود قتلوا وأصيب تسعة الأربعاء حين انفجر منزل زرعت فيه متفجرات، جنوببغداد أثناء دهمه لاعتقال مشتبه فيهم ينتمون إلى «داعش». وأضافا أن «وحدة من الجيش تحركت على إثر معلومات من المخابرات عن اجتماع محتمل لقادة بارزين في التنظيم في منزل في اللطيفية على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة». وقتل أكثر من 170 شخصاً في انفجارات تبناها «داعش» في بغداد وحولها على مدى الأسبوعين الماضيين، بينهم 77 على الأقل في هجمات الثلاثاء. وأفادت المصادر بأن ضابطاً قتل في حادث آخر في هذه المنطقة وأصيب ثلاثة جنود في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق. وزادت التفجيرات الأخيرة الضغط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يكافح لحل أزمة سياسية نجمت عن محاولته إجراء تعديل حكومي، بينما يواجه خطر فقدان السيطرة على أجزاء من بغداد لمصلحة الإرهابيين.