خلصت دراسة إلى أن مضادات الاكتئاب لا تجدي نفعاً مع الجميع وأن إساءة معاملة الطفل قد تحد من قدرة الأدوية على تخفيف أعراض الاكتئاب الشديد، إذا أصيب به بعد البلوغ. ونشرت دورية «ترانسليشينال سايكايتري» أنه على رغم وجود مؤشرات قليلة يعتمد عليها لتوقع استجابة المرضى لمضادات اكتئاب بعينها، فإن أبحاثاً سابقة كثيرة تربط بين التعرض للصدمات في مرحلة مبكرة من العمر ومدى استجابة الأشخاص لهذه الأدوية. وقالت ليان وليامز كبيرة الباحثين في الدراسة وهي من جامعة ستانفورد ومركز «في.ايه بالو ألتو» للرعاية الصحية في كاليفورنيا: «يجب أن نأخذ وجود تاريخ من الصدمات في الاعتبار عند اتخاذ قرارات للعلاج». وأضافت: «تظهر نتائجنا أنه إذا تعرضت لإساءة المعاملة أو الإهمال في مرحلة مبكرة من الحياة، فإنك تكون أقل قابلية 1.6 مرة للاستفادة من مجموعة أولية من مضادات الاكتئاب مقارنة بمن لم يتعرض لهذه التجربة». وتابعت: «في هذه الحال يجب وضع الأدوية البديلة في الاعتبار، إلى جانب العلاجات المساعدة التي تعالج المسائل الخاصة بالصدمات وكذلك تجربة الاكتئاب الحالية». ولمعرفة مدى شيوع صدمات الطفولة بين مرضى الاكتئاب، قارنت وليامز وزملاؤها ألف شخص مصابين بالاكتئاب الشديد ب336 شخصاً لم يصابوا بالاكتئاب. وبحثت الدراسة استجابة كل مريض، بعد ثمانية أسابيع من تناول واحد من ثلاثة مضادات للاكتئاب اختيرت عشوائياً. وكانت صدمات الطفولة أكثر شيوعاً بكثير بين المكتئبين البالغين، إذ قال حوالى 63 في المئة منهم أنهم تعرضوا لتجربة أو اثنتين من إساءة المعاملة أثناء الطفولة أو الإهمال أو فقدان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء أو التعرض للعنف الأسري أو تفكك الأسرة أو أزمة صحية شديدة أو غيرها من أشكال العنف والفقد خلال مرحلة الطفولة. وفي شكل عام، لم تتوصل الدراسة إلى صلة بين حدوث صدمة من أي نوع وتحسن الأعراض على المصابين بالاكتئاب، بعد ثمانية أسابيع من تناول مضادات الاكتئاب. لكن الدراسة أظهرت أن وجود تاريخ من إساءة المعاملة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية بخاصة إن كانت في سن سبع سنوات أو أقل يرتبط باستجابة أسوأ لهذه الأدوية.