طالب ذوو المتوفاة أماني الزايدي (23 عاماً) مركز التأهيل الشامل للإناث بالملز، بإيقاع العقوبة على المتسبب في وفاتها، مرجعين السبب إلى تقصير وإهمال إدارة المركز، مشككين في أن تكون الوفاة طبيعية كما يدعي المركز، لاسيما مع وجود علامات منتشرة داكنة على جسدها، مستبعدين في الوقت ذاته أن تكون المتوفاة تحت العناية المركزة لديهم.وأكد شقيق المتوفاة أن حالها الصحية كانت جيدة وأن ما تعاني منه هو تخلف عقلي وضمور في المخ ولديها تشنجات يسيرة، مبيناً أنها أقامت في المركز نحو 11 عاماً. ويقول عادل الزايدي عن تفاصيل خبر الوفاة: «عند الساعة ال10 والنصف مساء الثلثاء الماضي تلقينا اتصالاً من المركز على لسان سيدة من الجنسية الفلبيينة تقول: (روحوا للمدينة الطبية أماني تعبانة وكلموا الدكتور)، حاول والدي الاستفسار أكثر، إلا أنه لم يتلق إجابة، فعاود والدي الاتصال بهم مرة أخرى، وطلب مكالمة إحدى مسؤولات المركز، وبعد تكرار الاتصال والإلحاح أخبرتنا أن أماني توفيت، ونقلت إلى طوارئ المستشفى، وأكمل الزايدي وصلنا المستشفى وأشعرونا أنها وصلت إليهم متوفية، وأظهر التشخيص (حصلت «الحياة» على نسخة منه) نقصاً في الأوكسجين، مع صرع وتوقف القلب». وأكد في حديثه ل«الحياة» أن شقيقته كانت بصحة جيدة ولم يسبق لها أن أدخلت العناية المركزة، أو أخذت أوكسجين، متهماً مركز التأهيل في التقصير وعدم رعايتها، ما أدى إلى وفاتها، مطالباً بمحاسبة المقصرين، ومستهجنا إقامة حفلة في المركز في اليوم التالي للوفاة. من جانبها، كشفت والدة المتوفاة أن ابنتها أثناء تغسيلها في مغسلة الموتى فجعت بلون بشرتها المكتسية باللون الأسود المائل إلى الزرقة، الذي بدأ من جانب الخد ثم نزل إلى الرقبة ممتداً إلى الظهر وسائر الجسد من الجزء الأيسر فقط، وقالت: «دهشت من تلك العلامات والآثار التي على جسد ابنتي»، لافتة إلى أن المُغسلة لفت انتباهنا لهذا الأمر، متسائلة عن سبب الوفاة، «أخبرتها أنها بسبب تشنجات»، فيما رجحت المغسلة أن تكون الإصابة بجلطة أو ما شابه ذلك. واستنكرت والدة أماني من خلال حديثها ل«الحياة» عدم ملاحظة الطبيب المباشر لحالها تلك الآثار على رغم وضوحها الجلي على جسدها، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تلحظ مثل تلك العلامات، مبينة أنها رأت تلك العلامات نفسها قبل نحو عام على ذراعها، وعندما استفسرت من المركز عن الأسباب، أفادوها من أثر ضرب ابنتها بيدها على السرير، وأشارت إلى أن الزيارات المفاجئة للمركز للاطمئنان على ابنتها تفاجئ أنها جائعة وتطلب الطعام، ما يثير «دهشتي في عدم إطعامها»، الأمر الذي يؤكد عدم الاهتمام والرعاية بنزيلات المركز، مؤكدة أن ابنتها بحال صحية جيدة، وما تعانيه هو تشنجات يسيرة ولم يسبق لها دخول العناية المركزة. وتُحمل والدة أماني مسؤولية وفاة ابنتها المركز، «إهمال المركز لها أو عدم إعطائها الدواء والعلاج نتج منه وفاتها»، مطالبة بإيقاع العقوبة الرادعة على القائمين في المركز، حتى لا يكون التقصير والإهمال أسلوب لبقية مراكز التأهيل. يذكر أن «الحياة» نشرت أول من أمس (السبت) خبر استياء المجتمع السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من إقامة احتفال في مركز التأهيل الشامل للإناث بالملز في اليوم التالي لوفاة نزيلة فيه، فيما بررت مديرة المركز هذا التصرف بصعوبة إلغاء الحفلة التي أعدت مسبقاً للناجحات، مشيرة إلى أن المتوفاة متخلفة عقلياً ومصابة بالصرع من النوع الصامت وفي العناية المركزة.