استمرت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني ومتمردي «حركة العدل والمساواة»، وأعلن الجيش صد هجوم للمتمردين على منطقة أم كتكوت في دارفور، ورد المتمردون بنشر لائحة بأسرى القوات الحكومية في معارك وقعت في المنطقة. وجاء ذلك في وقت تظاهر العشرات أمام المقر الجديد للسفارة الأميركية في الخرطوم مطالبين بإغلاقها وطرد القائم بالأعمال الأميركي. وقال الناطق باسم الجيش المقدم الصوارمي خالد سعد إن الجيش استولى على 13 سيارة ودمر 10 أخرى وغنم أسلحة وذخائر في منطقة أم كتكوت «إثر محاولة الحركة (العدل والمساواة) القيام بعمل عدائي رداً للاعتبار بعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها المتمردون في منطقتي عزبان وعدولة». وأكد أن الجيش صد المتمردين، لكنهم عاودوا الهجوم مرة أخرى ظهر أمس على منطقة ام كتكوت. وقال إن القوات الحكومية تمكنت من الاستيلاء على ثماني سيارات وبسطت سيطرتها على منطقتي عدولة وأم كتكوت، مشيراً إلى أن الهدف هو «تأمين المواطنين الذين يعانون من دخول عناصر حركة التمرد قراهم، الأمر الذي أحدث ضيقاً وشحاً في الموارد». لكن «حركة العدل والمساواة» قالت إن قواتها هزمت الجيش ونشرت على موقعها الإلكتروني لائحة بأسماء 20 عسكرياً من بينهم ضابطان زعمت أسرهم في منطقة أم كتكوت. إلى ذلك، أعلنت الحكومة السودانية أمس انها سترفع دعوى ضد السلطات القبرصية لاحتجازها سفينة تحمل شحنة من المتفجرات تابعة إلى شركة «ارياب» للتعدين التي تنقّب عن الذهب وتملك بعض اسهمها شركة فرنسية. وقال وزير التعدين السوداني عبدالباقي الجيلاني «ان الشحنة التي تحملها السفينة عبارة عن متفجرات تستخدم في اغراض التعدين وقد تسبب احتجازها في خسائر كبيرة لشركة ارياب لذلك نحن بصدد رفع دعوى ضد الجهات المتسببة في حجز الشحنة». ولفت الجيلاني إلى أن الشركة تستورد مثل هذه الكميات من المتفجرات المستخدمة في عمليات التنقيب عن الذهب سنوياً «بصورة اعتيادية» دون وجود أي أشكالات. وكشف عن اتصالات تجريها الحكومة مع نظيرتها الفرنسية لإنهاء أزمة السفينة المحتجزة. وأضاف الجيلاني أنه «منذ مطلع التسعينات يجرى استيراد متفجرات إلى السودان لاستغلال منجم الذهب هذا، ولم تحصل أبداً أي مشاكل أو صعوبات. أنها المرة الأولى التى يحصل فيها مثل هذا الأمر». وتملك الحكومة السودانية أكثر من 51 في المئة من أسهم شركة «ارياب» فى حين تملك الشركة القابضة «كومينور» التي تضم الشركة الكندية «لامانش» والمجموعة الفرنسية «أريفا» نحو 40 في المئة من الأسهم. ويعد منجم هاساي الذي يبعد 450 كلم إلى شمال شرقي الخرطوم، منجم الذهب الأول والوحيد فى السودان. وتستثمره شركة ارياب للتعدين. وكانت قبرص أعلنت الثلثاء أنها اعترضت قبالة سواحل مدينة ليماسول سفينة الشحن الألمانية (سانتياغو) التي ترفع علم دولة انتيغوا يشتبه في أنها تنقل أسلحة الى السودان في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة على السودان منذ العام 2004. من جهة اخرى تظاهر العشرات من عناصر «حزب التحرير»، أمس، احتجاجاً على افتتاح مقر سفارة الولاياتالمتحدة الجديد في ضاحية سوبا في شمال شرقي الخرطوم، وطالبوا الحكومة بإقفال السفارة وطرد ممثليها من الخرطوم. وتجمع المتظاهرون في منطقة بالقرب من مقر السفارة الأميركية مرددين شعارت مناهضة للولايات المتحدة، ومنددة ب «الجرائم التي ترتكبها ضد المسلمين». كما رفع المتظاهرون لافتات ترفض التطبيع مع واشنطن وتطالبها بالخروج من البلاد. وقال الناطق باسم الحزب في السودان ابراهيم عثمان أبوخليل إن ما قام به الحزب يعبر عن رفض للوجود الأميركي في السودان لأن أميركا «دولة عدوة للإسلام والمسلمين» و «جرائمها لا تخفى على أحد». وفي سياق متصل وصل الى الخرطوم وفد من الشرطة الفيديرالية الأميركية(أف بي آي) وزار سجن كوبر في جنوب العاصمة ووقف على تفاصيل وأماكن هروب المدانين الأربعة باغتيال الديبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني قبل اسبوعين. كما التقى الوفد وزير الداخلية ابراهيم محمود واطلع على جهود الشرطة للقبض على الفارين بعدما اعاد جهاز الأمن اعتقال احد الهاربين. وأكدت الشرطة مواصلة ملاحقة قَتَلة غرانفيل، وقالت إنّ المدانين الهاربين ما زالوا داخل السودان.