مبادرة رائعة تلك التي قامت بها إحدى شركات السينما، عندما قامت بعرض بعض أهم مباريات كأس العالم على شاشاتها مجّاناً لمن يريد أن يحضرها من المشاهدين، كان هناك تذاكر مجّانية تعطى لكل شخص، وذلك فقط للتحكّم بعدد المشاهدين لكي يتأكد كل شخص من أنّ له مقعداً داخل صالة العرض. وأنّه لن يتمرمط في البحث عن مقعد ويتنكّد وينكّد على باقي المشاهدين. لا أنكر أن صالة العرض تستفيد من مبيعات المشروبات والحلويات والمكسرات التي يشتريها الحضور، ولكنّها في النهاية وفّرت مكاناً مجّانياً للشباب لمشاهدة هذه اللقاءات، وكأنّهم يجلسون في الاستاد الذي تقام عليه هذه المباريات! وبذلك، تكون هذه الشركة ساعدت في حفظ شبابنا من الذهاب لمقاهي المعسّل وصنادق البراري، وغيرها من الأماكن التي لا يرغب أي منّا من أن يرى أحداً من أبنائه يرتادها. بل ولا أنكر أيضاً أن إدارة هذه الشركة تدرك أن حضور المشاهدين لأفلامها سيكون قليلاً جدّاً خلال فعاليات المونديال، ففكروا خارج الصندوق، وقاموا بهذه الخطوة. طبعاً أنا أتحدّث عن شركة سينما أوديون ODEON البريطانية في لندن، ولا أتحدّث عن شركة سعوديّة لا سمح الله! فأرجو ألاّ يفرح الفرحون، وألاّ يقلق القلقون! وأرجو ألاّ يفسّر كلامي بالسخرية من أحد، أو أن يفسّر كلامي بالدعوة إلى فتح دور الفجور! (فكّونا من المشكلات!). على أيّة حال، هناك اجتهادات من بعض الجهات الحكومية والشبه حكومية والجهات الخاصة، قاموا مشكورين بهذه التجربة، التي ساعدت كثيراً في توفير أماكن ذات خدمات ممتازة لعدد جيّد من راغبي مشاهدة منافسات المونديال، ولكن، عندما يتم توفير هذه الخدمة من شركة متخصصة في العرض، تمتلك عشرات بل وقد تصل إلى مئات الفروع، تكون قد قامت بخدمة وطنيّة ذات تأثير واضح. على أية حال، أنا أتحدّث عن أمم وصلت لمستوى من المهنيّة والتخصّص إلى ما هو أبعد بكثير ممّا نعرف، أو ندّعي أنّنا نعرف، وأتمنّى أن تكون هناك صالات عرض مجهّزة بكل الخدمات الحضاريّة، فقط (أقول فقط!!!!) للمسابقات الرياضية بأنواعها، لتحفظ لنا شبابنا من مخاطر عدّة لست بصدد ذكرها هنا. أتمنّى لو نستفيد من أمم قد سبقتنا، في كل المجالات! وأن نبتعد عن الوسوسة والشك في نوايا الآخرين، وأن ننظر دائماً بانفتاح وحسن نيّة للأمور. وهي بالآخر أماني أقولها، وليست بالضرورة ستتحقق، ويكفيني أنّني الآن أشاهد مباراة البرازيل والبرتغال في سينما أوديون، وأنتم تقرأون هذه المقالة. www.almisehal.net