كانبيرا – أ ب، رويترز، أ ف ب - باتت جوليا غيلارد أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في استراليا، بعدما أقصى حزب العمال الحاكم زعيمه كيفن راد من رئاسة الحكومة، اثر تراجع شعبيته أخيراً. وكان راد حقق فوزاً مدهشاً في الانتخابات الاشتراعية عام 2007، منهياً عقداً من حكم المحافظ جون هاورد. وكانت شعبيته لا تزال مرتفعة قبل شهور، لكنها تراجعت بسبب خيارات سياسية عمالية، مثل التخلي عن مشروع فرض ضريبة الكربون في وقت تسعى كانبيرا الى تصدّر مكافحة التغيير المناخي، إضافة الى مشروع موضع جدل لفرض ضريبة على الأرباح الطائلة التي تجنيها مجموعات المناجم. وأثار الهبوط الحاد في شعبية حكومة راد، مخاوف الحزب الحاكم من احتمال خسارته الانتخابات الاشتراعية المقررة بعد شهرين. واصبح راد (52 سنة) أول رئيس وزراء أسترالي يُقصى منذ 19 سنة، بعد إقالة بوب هوك عام 1991. وقال خلال مؤتمر صحافي مع عائلته، مغالباً دموعه: «انتخبني الشعب الأسترالي رئيساً للوزراء في هذا البلد، وفعلت حقاً كل ما في وسعي». وأدت غيلارد (48 سنة) التي كانت تتولى منذ 2007 مهمات نائب رئيس الوزراء، اليمين بعد ساعات على إطاحة راد عن قيادة حزب العمال. كما عُيّن وزير المال واين سوان الذي يتمتع بشعبية كبرى بسبب ادائه خلال الازمة المالية العالمية، نائباً لرئيسة الوزراء. وقالت غيلارد: «طلبت من زملائي إجراء تغيير في القيادة، لأنني أعتقد أن الحكومة الجيدة كانت تضلّ طريقها ومعرضة لهزيمة في الانتخابات المقبلة. لم أكن انوي الوقوف مكتوفة اليدين». لكنها أقرت بأنها لم تُنتخب من الشعب، موضحة أنها ستطلب «في الشهور المقبلة من الحاكم العام الدعوة الى إجراء انتخابات حتى يتمكن الأستراليون من ممارسة حقهم الأساسي واختيار رئيس وزرائهم». واتخذت غيلارد موقفاً مغايراً لموقف راد، إذ أعلنت تنشيط خطة ضريبة الكربون، كما عرضت إنهاء النزاع في شأن ضريبة «الأرباح الضخمة» في قطاع التعدين، والتي تهدد استثمارات قيمتها 20 بليون دولار وتثير انزعاج الناخبين. وقالت: «هذا عرض حقيقي. باب هذه الحكومة مفتوح، وأطلب من صناعة التعدين أن تفتح عقلها». واستراليا أول دولة مصدّرة للفحم في العالم.