تشهد سماء المملكة هبوب زخات من شهب (القيثاريات) تراوح أعدادها من 5 إلى 20 شهاباً في الساعة خلال ال16 من الشهر الجاري وتستمر تسعة أيام، ويمكن مشاهدتها في سماء المملكة بالعين المجردة، وليس لها أي ضرر على أجهزة الاتصالات. وقال المشرف على المركز الوطني لعلوم الفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور عمر المسند: «شهب القيثاريات عبارة عن جزئيات الحزام الغباري الناتج من مخلفات مذنب «ثاتشر» المكتشف عام 1861، إذ تدخل الأرض هذا الحزام أثناء دورانها حول الشمس في منتصف نيسان (أبريل) من كل عام، وتعد هذه الشهب واحدة من زخات الشهب التي تنهمر سنوياً على الأرض في أوقات معروفة كالأسديات والجباريات والتوأميات». وأضاف أن شهب «القيثاريات» تحترق أثناء اختراقها الغلاف الجوي للأرض بسرعة هائلة تبلغ في المتوسط بين 48 و50 كيلومتراً في الثانية، ويصعب رصدها باستخدام الكاميرات الفوتوغرافية العادية نظراً إلى سرعتها، إلا إذا تم فتح غالق الكاميرا لفترة طويلة مع توجيهها لمصدر الشهب وبدقة وسرعة مناسبة لمتابعتها. وأفاد بأن المذنب يتكون من خليط من الثلوج والغبار والغازات المجمدة، ويدور حول الشمس في مدار محدد كسائر أجرام المجموعة الشمسية، وكلما اقترب المذنب من الشمس تزداد درجة الحرارة وتبدأ بعض جزيئات الثلج المختلط بالغبار والغازات المجمدة في الذوبان، وتنفصل عن المذنب مكونة ذيلاً ترابياً خلف المذنب، وهو ما يفسر الزيادة في طول ذيل المذنب كلما اقترب من الشمس. بدوره، أوضح الاختصاصي الفلكي خالد الزعاق ل«الحياة» أن الشهب لا ترى من مكان معين، بل تشاهد من كامل الكرة الأرضية، إذ يتزامن مرور الكرة الأرضية مع حزام الشهب، ومسافتها من الأرض تختلف من مكان إلى آخر، وكذلك كثافتها وغزارتها. من جهة أخرى، كشفت النشرة الخاصة بالقبة الفلكية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، عن حدوث 16 ظاهرة فلكية خلال شهر جمادى الآخرة الجاري.