أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه وعلى رغم أننا نعيش في القرن ال15 الهجري «إلا أننا ما زلنا غير قادرين على التخلص من المفهوم السلبي لكلمة (نقد)، لارتباطها لدينا بإظهار عيوب النص ونواقصه»، مشيراً إلى أننا الآن نعيش ما أطلق عليه بعض النقاد زمن الرواية، «فالمبيعات التي تسجلها الرواية تفوق مبيعات دواوين الشعر، وليس بغريب أن تزاحم الرواية الشعر، فالرواية ابنة المدينة وكل ما يعيش وينمو في المدينة المعولمة سيكون وقوداً لحروف الرواية، يملؤها بالحروب وأشكال السلام، وبعراك المجتمعات فيما بينها، وصراع الطبقات الاجتماعية». وقال في حفلة افتتاح ملتقى النقد الذي ينظمها نادي الرياض الأدبي مساء الثلثاء الماضي: «ونحن بوصفنا مهتمين بالأدب والثقافة نرى ونراقب حجم الهجرات الكبيرة والعديدة من الريف إلى المدينة، فهل بوسعنا أن نقول إننا نراقب هجرة فنية من الشعر إلى الرواية، لا أظن أن بين هذين الفنين منافسة، ذلك أن الشعر تسجيل لحظة من الحياة، بينما الرواية مجموعة من المدن والمجتمعات بين دفتي كتاب». وقدم الوزير التهنئة للناقدة الدكتورة سعاد المانع التي اختارها نادي الرياض الأدبي لتكريمها في دورته الحالية، قائلاً: «أبارك لك هذا التكريم من نادي الرياض الأدبي، فدراستك عن سيفيات المتنبي مهدت الطريق لدراسات عديدة ليس في المملكة وحسب بل وفي الوطن العربي، كما أن أنشطتكم العلمية والأدبية والثقافية والمنبرية لدليل على هذه الروح المتحفزة للعطاء لوطنك وأمتك، فهنيئاً لك هذا التكريم، شاكراً لنادي الرياض الأدبي هذا التكريم». في حين قال رئيس نادي الرياض لأدبي المشرف العام على الملتقى الدكتور عبدالله الحيدري أن هذه الدورة «تنعقد بمشاركة أكثر من 20 باحثاً وباحثة»، لافتاً النظر إلى أن الملتقى أصبحت له قدم راسخة في المشهد الثقافي السعودي، وأصبحت بحوث الدورات الأربع الماضية مراجع يعتد بها في هذا السياق»، مشيراً إلى أن الدورات الماضية صاحبتها طباعة كتب متخصصة في مجال النقد في المملكة، وأوضح أن مجلس إدارة النادي في الدورة الحالية الخامسة «أقر بتوصية من اللجنة التحضيرية تكريم الدكتورة سعاد بنت عبدالعزيز المانع بوصفها علماً في النقد النسوي ورائدة نسوية معروفة في الحقلين النقدي والأدبي». وألقى الدكتور سحمي الهاجري كلمة المشاركين، تطرق فيها إلى الملتقى الذي «رسخ مرة بعد أخرى حضوره الفاعل بانتظامه». بدورها عبرت الدكتورة سعاد المانع عن شكرها لوزير الثقافة والإعلام، ومنسوبي النادي الأدبي بالرياض، مشيرة إلى أن هذا التكريم «لفتة كريمة نحو المرأة المثقفة في المملكة، وما تؤديه من أدوار مختلفة متنوعة»، مستعرضة تاريخ تعليم المرأة في المملكة وحصولها على الشهادات العلمية منذ بداية تعليمها. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى المخصصة للشخصية المكرمة، شارك فيها كل من الدكتور صالح الغامدي والدكتورة هند المطيري والدكتورة منيرة المبدل، وأدارها رئيس اللجنة التحضيرية في الملتقى الدكتور صالح زياد. وسلط الدكتور الغامدي في ورقته الضوء على أبرز ما ترجمته الشخصية المكرمة في مجال الأدب والنقد، وما ترجم لها إلى الإنكليزية مثل البديع وثنائية الشعر. وتطرقت الدكتورة المبدل إلى الاتجاهات البحثية عند سعاد المانع، ووصفتها بأنها رائدة من رائدات التأليف والبحث النقدي في المملكة بل على مستوى الخليجي والعربي، وقالت إنها من أصحاب الاتجاه النسوي فكراً وبحثاً. وقرأت الدكتورة هند المطيري قصيدة كتبتها في الشخصية المكرمة، بعنوان «بانت سعاد» جاء في مطلعها: قام القصيد على اللسان خطيباً/ وتمايلت أعطافه ترحيباً». بعد ذلك توقفت عند الجانب الإنساني من شخصية المانع، من خلال علاقتها الشخصية بها أستاذة ثم مشرفة على رسالة الدكتوراه، وقالت: «لن أستطيع أن آتي على كل ملامح هذا الجانب، لأنها كثيرة وثرية، وهذا عذري في عجزي عن الإحاطة»، مشيرة إلى أن الدكتورة سعاد أنموذج مميز ومتفرد في البذل والتعاون مع الدارسات في المراحل كافة وفي مختلف التخصصات. من جهة أخرى، انطلقت أمس جلسات الملتقى النقدي، في فندق «الهوليدي إن»، بمشاركة عدد من الباحثين والنقاد، مثل عالي القرشي ومحمد الكحلاوي ومحمد عباس محمد عرابي وأمل التميمي وصالح الصاعدي وليلى رضوان وغيرهم.