استهدفت ثلاثة تفجيرات متتابعة قوات الشرطة المتمركزة أمام جامعة القاهرة أمس، فقتلت ضابطاً برتبة عميد وجرحت خمسة آخرين. وأعلنت حملة المرشح المحتمل للرئاسة وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي أنه تمكن من جمع التوكيلات المطلوبة من الناخبية (25 ألفاً)، فيما شكا منافسه الوحيد تقريبا حمدين صباحي الذي أمر النائب العام أمس بالتحقيق في بلاغ يتهمه ب «تلقي تمويل غير مشروع»، من استمرار «انتهاكات... تهدد جدية العملية الانتخابية». (للمزيد) ووسط توقعات بارتفاع وتيرة عمليات العنف مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي المقرر الشهر المقبل، قُتل أمس عميد في الشرطة وجُرح لواء وعميد وعقيد ومقدم في انفجارات متتابعة أمام البوابة الرئيسة لجامعة القاهرة قرب مبنى كلية الهندسة المواجه للجامعة. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن قنبلة زُرعت في لوحة إعلانات في موقع التفجير وأخرى أسفل شجرة، فيما وضعت القنبلة الثالثة أعلى شجرة. وروى شهود أن قنبلة انفجرت قرب غرفة تابعة للأمن اعتادت قيادات الشرطة الوجود قربها للإشراف على نشر القوات التي تواجه تظاهرات طلاب «الإخوان المسلمين» في الجامعة. وبعدها بلحظات انفجرت قنبلة ثانية لتسود فوضى المنطقة. وفي حين كانت قوات الشرطة تعكف على تمشيط المنطقة ورفع حطام الانفجارين وفريق النيابة يُعاين الموقع، انفجرت قنبلة ثالثة محدثة دوياً هائلاً، ليفر مراسلو الصحف والمحطات الفضائية والمارة. ورجح مصدر أمني أن تكون العبوات تم تفجيرها من بعد بواسطة هاتف جوال. وتأتي التفجيرات بعد جنوح متزايد إلى العنف في احتجاجات طلاب «الإخوان» أخيراً. وتوجه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إلى مكان التفجيرات، فيما ترأس رئيس الوزراء إبراهيم محلب اجتماعاً أمنياً حضره وزراء الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية والعدل نير عثمان ورؤساء أجهزة الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية والأمن القومي، للبحث في الوضع الأمني في أعقاب التفجيرات. ونعت الرئاسة ومجلس الوزراء والقوات المسلحة ووزارة الداخلية والأزهر ودار الافتاء والمرشحان المحتملان للرئاسة العميد طارق المرجاوي الذي قُتل في الاعتداءات. وأكدت مؤسسات الدولة «المضي في مواجهة الإرهاب». وفور وقوع التفجيرات، دخلت قوات الشرطة حرم جامعة القاهرة للتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة، وطلبت من الطلاب والموظفين مغادرة الجامعة، لكن طلاباً مؤيدين لجماعة «الإخوان» ومرسي رفضوا مغادرة حرم الجامعة ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة، فردت القوات بقنابل الغاز وفرقت الطلاب وقبضت على عدد منهم، وأخلت ساحة الجامعة وكلية الهندسة وحدائق ومنشآت مجاورة لها. وسعت جماعة «الإخوان» إلى التبرؤ من الحادث. وقالت في بيان إنها «تستنكر الانفجارات». واكدت أن «دماء الجميع حرام، والخلافات السياسية لا ينبغي أن تكون ذريعة للقتل وسفك الدماء المعصومة»، مطالبة ب «سرعة التحقيق العادل والنزيه، والامتناع عن إلقاء التهم جزافاً من دون دليل». في غضون ذلك، استمر أمس لليوم الثالث على التوالي تحرير التوكيلات للمرشحين في الانتخابات الرئاسية. وأكدت مصادر في حملة السيسي أن وزير الدفاع السابق تمكن من تأمين عدد التوكيلات المطلوبة (25 ألف توكيل) لا سيما بعدما سلم عدد من الحركات السياسية الداعمة له آلاف التوكيلات التي جمعوها. وأشارت إلى أن «أعضاء الحملة يعكفون الآن على مراجعة التوكيلات وتنقيحها». في المقابل، انتقد صباحي «استمرار الانتهاكات في عدد من مقار الشهر العقاري لليوم الثالث على التوالي». وقال في بيان إن هناك «انتهاكات متكررة وواضحة تتعلق بعدم حياد الموظفين في عدد من مكاتب الشهر العقاري، فضلاً عن حالات منع من استخراج التوكيلات في مكاتب أخرى، وهو الأمر الذي يهدد جدية العملية الانتخابية ويجعل من أجهزة ومؤسسات الدولة طرفاً داعماً لمصلحة مرشح وضد آخر». وحمل الحكومة ووزارة العدل مسؤولية أي انتهاكات. وحددت نيابة شرق القاهرة الأحد المقبل لسماع أقوال المحامي عزب مخلوف في شأن بلاغ يتهم صباحي ب «تلقي تمويل من رجال أعمال في شكل غير مشروع»، بعدما أمر النائب العام هشام بركات بفتح تحقيق في البلاغ. غير أن معصوم مرزوق الناطق باسم حملة صباحي قلل من شأن البلاغ، مؤكداً أنه «لم يتم استدعاء صباحي للتحقيق».