لا شيء في الدنيا يغضبني بقدر الظلم والاستغباء «الظلم ونعرفه»، أما الاستغباء فهو أن تتعامل مع الآخرين وكأنهم أغبياء لا يفهمون ولا يستطيعون تحليل المواقف، أو كأنهم أشخاص قابلون للإيحاء. سأبدأ بموضوع تعرية الطالبة بحثاً عن جوال «قيل إنه يختبئ في ملابسها الداخلية» التي لا جيوب سرية فيها «على ما يبدو»، وهذا اختراع ربما يتوافر فقط في المنطقة التي حدثت فيها الحادثة المخزية، وأقول مخزية لأنها بكل المقاييس مخزية سواء «خلعت الطالبة المذكور بمفردها» أم أجبرت على خلعه، أو خلعته بإرادتها استماعاً لنصيحة السيدة الفراشة كما ظهر في التحقيق وبحسب التصريحات الأخيرة، إذ قالت لها «أبعديه علشان يقتنعوا»! وأبعديه يا سادة يا كرام غير اخلعيه «الإبعاد مختلف كما يبدو»، وصيغة جديدة «للأمر بخلع المذكور» والمذكور هذا «أُبعد» ثم سلّم من الفراشة إلى المعلمة التي دارت به محمولاً على راحة يدها الكريمة لتتمعن به المعلمات وليتأكدن أن لا جوال يختبئ بين الخيوط. ولا أدري هل أعيد المذكور إلى الطالبة التي «أبعدته» والتي كانت تبكي لأنها أبعدته «وكيف تبكي وهي التي أبعدته باختيارها الصريح والطوعي»! أعود وأسأل هل أعيد المذكور إلى الطالبة أم ذهبت إلى منزلها من دونه؟ وهل كتب به تقرير عن لونه وشكله وبأي تاريخ أبعد «طوعاً» وفي أي ساعة أعيد إلى الطالبة أم أنه مازال محرزاً في عهدة المعلمة أو الفراشة؟ وأعود إلى تصريح مدير تعليم منطقة جازان الذي أشار إلى أن التعرية لم تكن بالشكل الذي بدا في الخبر الذي نشر في الصحف المحلية على رغم اعترافه بأنه حدث... ونعود إلى تفسيره بأن الأمر لا يعدو كونه سوء تصرّف من المعلمة والفراشة، كون مديرة المدرسه كما أظهرت التحقيقات الأولية آخر من... يعلم! أعود إلى الخبر عن توقف التحقيق بسبب دخول موسم الاختبارات كما ذكر الخبر «بناء على طلب أولياء أمور الطالبات اللواتي لم يبعدن أي «مذكور» وحرصاً على سير العملية التعليمية الذي أعرفه أن الاختبارات ستلحق بها إجازات آخر العام، وربما سيؤجل التحقيق إلى ما بعد الإجازة وحتى العودة من الإجازات وعليكم «بالخير»، والذي أتوقعه أنا شخصياً لو أن المسؤول الذي صرّح بأنه فقط سوء تصرّف لن يقول إنه «سوء تصرف لو حدث أمر مشابه لابنته». والذي أتوقعه أيضاً أن تتمخض التحقيقات التي أُجلت بسبب نفسيات المختبرات والممتحنات بأن المعلمة لم تجبر الطالبة على خلع «المذكور» ولم تأمرها، وأن الفراشة اقترحت عليها فقط أن تبعده لتريح المعلمات القلقات والمنتظرات نتائج التفتيش الدقيق للخيوط... وأتوقع أن يظهر في التحقيق تعبير جديد بأن الأمر ليس أيضاً سوء تصرّف ولا يحزنون، كل ما في الموضوع أن المذكور سقط وخلع وأبعد بمفرده، لأن «اللستك تقليد مو أصلي» ولأن تصنيعه «مش كويس»! [email protected]