يدرك كثير من الأندية أن الحكم على مستوى اللاعبين من خلال منافسات المونديال يعتبر خادعاً، ولا يعكس المطلوب، حتى إن المدربين الأكثر خبرة يحذرون من مغبة الوقوع في فخ التألق المونديالي للاعبين واعتبار مستوياتهم فيها طبيعية. ليفربول دفع مبالغ كبيرة لضم السنغالي الحاج ضيوف بعد تألقه مع منتخب بلاده في مونديال 2002، لكنه فشل في عكس مستواه المونديالي مع «الريدز»، مثلما دفع توتنهام 8.2 مليون جنيه لضم الإيفواري ديدييه زوكورا بعد تألقه في مونديال 2006، لكنه فشل، واندفع العملاق الإسباني برشلونة إلى ضمان خدمات الحارس التركي روشتو ريجيبر الذي اختير أفضل حارس مرمى في مونديال 2002، لكن بعد التحاقه بالفريق الكتالوني واندماجه في تدريبات الفريق اكتشف مدرب حراس المرمى في برشلونة أن الحارس التركي يفتقد إلى كثير من أساسيات تقنيات هذا المركز، فلم يلعب التركي أكثر من 4 مباريات قبل أن يرحل. ويقول مدرب أياكس مارتن يول: «نهائيات كأس العالم أسوأ مكان يمكن أن تبحث فيه عن لاعبين جدد لضمهم إلى فريقك، لأن مستوياتهم فيها لا تعتبر انعكاساً حقيقياًَ لقدراتهم، فهناك لاعبون شاهدتهم 5 أو 6 مرات بهدف ضمهم لكنني عزفت عن الفكرة لأن مستوياتهم لم تعجبني، وفجأة خلال نهائيات كأس العالم نجدهم نجوماً يتألقون، وتجد عشرات الأندية تتهافت على ضمهم... لا أعتقد أن هذه أفضل وسيلة لضم اللاعبين، لكنها ما زالت تحدث». وأضاف يول، الذي مر عليه كثير من الأمثلة: «المشكلة أن أسعار اللاعبين تتضاعف خلال البطولات الكبيرة مثل كأس العالم، لذلك تجد غالبية الأندية في بطولات فئات الشباب والناشئين بحثاً عن المواهب، لكن في الوقت ذاته تأمل أن هذه الموهبة التي أبهرتك ألا يراها أحد غيرك، ثم تكتشف أن هناك نحو 80 كشافاً من كل أنحاء العالم يجلسون في المدرجات ويشاهدون المواهب الخام، فيصبح الأمر مستحيلاً أن تحظى بموهبة لم يرها غيرك». أرسنال الذي اشتهر باكتشاف أبرز المواهب الصاعدة في العالم، لم يرسل أي كشاف إلى جنوب أفريقيا، لأن جهاز الكشافين في النادي أعد تقارير عن جميع اللاعبين المشاركين في المونديال، وقال كبير كشافي النادي اللندني دون جيمس: «لن نتعاقد مع أي لاعب يشارك في المونديال حالياً بناء على ما نشاهده خلال المنافسات لأن هذا يعني أننا لم نقم بعملنا خلال السنة، إضافة إلى أن سعر أي لاعب سيتضاعف خلال البطولة، لذا هو أسوأ وقت لإتمام صفقة مع أي لاعب».