اكتسب اسمه تيمناً بنجم سينمائي، وقصته منذ طفولته حتى اليوم لا تختلف كثيراً عما نشاهده في افلام هوليوود الدرامية، مايكون أفضل مدافع أيمن في العالم حالياً، وصاحب أجمل هدف مع منتخب بلاده البرازيل في نهائيات كأس العالم الحالية. يدرك مايكون انه محظوظ جداً بوصوله الى الشهرة التي يتمتع بها حالياً، حتى انه ممتن لممارسته كرة القدم، بعدما كاد يفقد قدميه عندما كان في العاشرة من عمره، بعدما دهسته سيارة وهو يعبر الشارع متوجهاً الى حانة لاعطاء والده مفاتيح المنزل. وكان تأثير الحادثة مأسوياً على مايكون الصغير، الذي لم يستطع السير على قدميه لشهور طويلة، وكان والده ينقله من مكان الى آخر، ومن حجرة الى أخرى، لكنه استعاد عافيته بما اعتبر معجزة بعدما فقد الامل في وقت من الاوقات بانه سيسير على قدميه مجدداً. مجرد وجوده اليوم في مونديال جنوب افريقيا يعتبر معجزة، خصوصاً انه كان يعجز عن السير من التلفزيون الى المقعد في منزل والديه في مدينة نوفو هامبورغو... لكن بعد مرور 18 سنة على هذه الحادثة، حقق مايكون دوغلاس، الذي اطلق والده عليه هذا الاسم، تيمناً بالنجم الاميركي مايكل دوغلاس، ما عجز عنه كثيرون من الاصحاء، وبات يقارن بأساطير الكرة البرازيلية في مركز الظهير، مثل روبرتو كارلوس وجوزيمار وكافو، ولعب حتى اليوم 60 مباراة دولية، مثلما احرز ثلاثية رائعة مع فريقه الايطالي انتر ميلان، بينها دوري ابطال اوروبا. تألق مايكون اليوم لم ينسه الحادثة الأليمة، وقال: «أتذكر هذه اللحظة كأنها أمس... كنت أركض وتعثرت وسقطت في منتصف الشارع ودهستني سيارة مسرعة، وأمي شاهدت الحادثة المروعة واصيبت بالذعر، وغضب والدي مني لانه لم يكن من المفترض ان اركض في الشارع، وكان والداي قلقين علي، لانهما فقدا ابناً اسمه ايلتون لويس ايضاً دهساً بسيارة قبل ان أولد، وكان عمره 8 سنوات، لذا لم يحتمل والداي ان يفقدا ابناً آخر بسبب حادثة سيارة، واتذكر انني كنت ملقى في منتصف الشارع ووالدي يصرخ: هل أنت على قيد الحياة؟ اجبني هل انت على قيد الحياة؟ وكنت احاول اجابته بانني بخير، لكنه لم يكن يستمع الي، وهنا استدركت مدى الفجع الذي اصابه عندما فقد أخي في الحادثة السابقة... لم استطع تحريك قدمي بعد الحادثة لفترة طويلة وكان والداي يقومان بكل ما اريد، وكنت أخشى انني لن أسير على قدمي مجدداً». وكان شقيق مايكون التوأم، مارلون (تيمناً بمارلون براندو)، فشل في احتراف اللعبة بعدما اخبره النادي المحلي غريميو، انه ضعيف البنية ولن ينجح محترفاً، في حين كان والده مانويل قلب دفاع مع نوفو هامبورغو، وعندما اصبح ضمن الجهاز التدريبي في نادي كريسيما أخذ معه ابنه مايكون، وحوله من لاعب وسط الى مدافع، بعدها تطور الفتى وانتقل الى كروزيرو قبل ان ينتقل الى موناكو الفرنسي في 2004، وبعدها بعامين الى الانتر عندما طلبه روبرتو مانشيني. ويقول مايكون: «تغير الحال تماماً عندما استعدت عافيتي، ونجحت بالصدفة في اللعب في مركز المدافع الايمن، وقال لي والدي، عليك ان تبقى في هذا المركز لانك لا تقدم عرضاً مقبولاً في وسط الملعب، واعتقد انني لا أملك سرعة كافية كي أتألق في وسط الملعب، واعتقد انه كان على صواب». اليوم وبعد رحلة شاقة في حياة صعبة، لم يتخيل مايكون ابن العاشرة ان العالم كله اليوم سيبهر بموهبته واهدافه، وكثيرون يعتبرون هذا حلماً، لا... بل معجزة.