واشنطن - رويترز - لطالما اعتبر سقراط أن معرفة النفس هي أساس كل معرفة. ويبدو أن عمليات المسح الإشعاعي للدماغ يمكنها ان تتفوّق على ما طالب به سقراط! هذا ما قاله باحثون يرون في هذه التقنية أداة قوية في أيدي مسؤولي الصحة وخبراء الإعلانات الساعين الى تحفيز المستهلكين. وتوصل العلماء الى وسيلة لتفسير صور العقل ليعرفوا، على سبيل المثال، ما إذا كان الناس الذين قرأوا رسائل عن فوائد استخدام الكريمات الواقية من الشمس سيستخدمونها فعلاً في الأسبوع التالي. وكتبت اميلي فولك وزملاء لها من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، في دورية «علوم الأعصاب»، ان الاشعة كانت أدقّ من أقوال المتطوعين أنفسهم. وأضافت: «نحاول معرفة ما اذا كان في الدماغ منطقة تحتوي على حكمة دفينة». وقال ماثيو ليبرمان استاذ علم النفس الذي قاد الدراسة في بيان «أناس كثيرون يقررون فعل شيء ثم لا يفعلونه». لكن من خلال صور الرنين المغناطيسي تمكنت فولك وزملاؤها من التوغل الى ما وراء النوايا والتكهن بالسلوك الفعلي. ويستخدم الرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسياً لقياس كمية تدفق الدم في الدماغ. ويمكن ان تظهر مناطق في المخ أكثر نشاطاً من أخرى، لكن ذلك يتطلب تفسيراً حذراً ودقيقاً. وشملت تجربة فولك 20 متطوعاً من الرجال والنساء. وفي تجربة دارت حول الكريمات الواقية من الشمس توقع نصف المتطوعين بشكل صحيح سلوكياتهم في هذا المجال. وحلّل الباحثون صور الرنين المغناطيسي في مسعى لرصد منطقة نشاط في العقل تعطي نتائج أفضل من 50 في المئة. وقدمت أفضل المعلومات منطقة معينة في الدماغ موجودة في اللحاء الأمامي الأوسط. وصرحت فولك بأن فريقها يبحث الآن عن مناطق أخرى من العقل تزيد من دقة هذه التقنية. ويُعدّ الفريق تقريراً عن تجارب تتكهن بما اذا كان المتطوعون سيقلعون عن التدخين فعلاً بعد قراءة رسائل تحفزهم على ذلك.