لفت خبير الأدلة الرقمية والأمن الإلكتروني الدكتور عبدالرزاق المرجان، إلى أن بعض المواقع الإلكترونية للجماعات الإرهابية، التي تروج الأفكار المتطرفة والإرهابية، وتعرض مقاطعاً مصورة لجرائمهم، وتجند العناصر، إضافة إلى المواقع الخاصة لتعليم صناعة القنابل والمتفجرات، مُستضافةلدى شركات أوروبية وأميركية، ومنها Markmonitior الأميركية التي تستضيف أحد مواقع «داعش» الإلكترونية. ولفت إلى أن هذا الدعم اللوجيستي من هذه الشركات أسهم في انتشار هذا الفكر المتطرف في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن هذا «يتنافى جملة وتفصيلاً مع استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، الذي اعتمدته الدول الأعضاء في 8 أيلول (سبتمبر) 2006، الساعي إلى اتخاذ التدابير والإجراءات كافة لمنع الإرهاب ومكافحته. وقال المرجان: «ما يزال لدينا قصور في مكافحة الإرهاب في العالم الافتراضي. وتكمن المشكلة في غياب العمل المؤسساتي. وهنا أتحدث عن المسؤولية الاجتماعية من أبناء المجتمع وليس الجهات الأمنية»، داعياً إلى الإفادة من تجربة حملة «السكينة» في التعاطي مع هذا الملف الحساس، التي أصبحت مطلباً أساسياً لما تملكه من خبرات تراكمية وقدرتها على المشاركة التفاعلية مع الحدث. وحققت إنجازاً بتصحيح أفكار 1500 من أصل 3250 تمت محاورتهم». وقال المرجان: «إن حملة السكينة تتعامل مع المتطرفين قبل تورطهم في الجرائم الإرهابية على الأرض، وبذلك يكون دورها وقائياً. مضيفاً تقوم بدور كبير في تفكيك التجمعات الإلكترونية أثناء شن الحملات الإرهابية في المجتمع الافتراضي، ومنها حملة غزوة بروكسيل، واستطاعت إدارة مواجهة محدودة، ونجحت بنسبة 40 في المئة في تفتيت التكتل الإرهابي، وتشتيت الضخ المعرفي الذي مارسته حسابات (داعش)». وقال: «نحتاج أيضاً إلى وضع استراتيجيات لتحديد الفئة المستهدفة وتوجيه رسائل تناسبهم وتصل إلى المتطرفين أو المتعاطفين. وكذلك لا بد من أن تشمل هذه الاستراتيجية تدمير هذه الحاضنات وتفكيك الحملات الإلكترونية»، مضيفاً: «طالما بقيت الحاضنات الإرهابية موجودة فسيستمر تصدير الإرهاب إلى المملكة». ودعا المرجان إلى التعاون الدولي لمكافحة الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت والمجتمع الافتراضي، مؤكداً أن المملكة وغيرها من الدول لا تستطيع القضاء عليه منفردة «لطبيعة عمل الإنترنت والمجتمع الافتراضي كإدارة المواقع الإرهابية من خارج المملكة».