تشكل البيوت ال22، التي قررت اسرائيل ازالتها لبناء «حديقة الملك» على أنقاضها، جزءاً من 88 بيتاً تشكل معاً حي البستان في سلوان الذي قررت اسرائيل العام الماضي ازالته من الوجود واقامة حديقة مكانه تحمل اسم «حدائق الملك» ملك مملكة اسرائيل داود. وادعت بلدية القدس ان الملك داود كان يتمشى في حديقة في هذا الموقع بعد الصلاة حينما كان ملكاً لمملكة يهودا قبل اكثر من 2000 عام. ويقطن في الحي المذكور 1500 مواطن فلسطيني. وقال فخري ابو ذياب، الناطق باسم جمعية الدفاع عن حي البسان وأحد اصحاب البيوت التي شملها قرار الهدم ان «اسرائيل تريد تغيير معالم المنطقة الواقعة على بعد 70 متراً فقط من السور الجنوبي للمسجد الاقصى، من عربية الى يهودية ضمن سياستها الرامية الى تهويد المدينة وتشريد سكانها». وقال ل «الحياة» ان البلدية عرضت على اصحاب البيوت ال88 اراضي بديلة في منطقة اخرى خارج المدينة ليقيموا فيها بيوتاً بديلة عن التي سيجري هدمها، لكنهم رفضوا. ويعيش في بلدة سلوان، التي تعتلي جبلاً مطلاً على الحرم الشريف، 50 ألف مواطن. ولم تحمها طبيعتها الجبلية الوعرة وشدة اكتظاظ سكانها من المستوطنين الذين استولوا على بناية تقع وسطها واقاموا فيها. ويقول اهالي البلدة ان الشرطة الاسرائيلية توفر دوريات على مدار الساعة لمرافقة المستوطنين الذين يسكنون في هذه البناية الواقعة في قلب بلدتهم. وبدأت اسرائيل سياسة خاصة في القدس منذ احتلالها عام 1967 مختلفة عن تلك التي اتبعتها في باقي انحاء الضفة الغربية، شملت هدم وازالة أحياء سكنية برمتها، ومصادرة اراض واقامة مستوطنات عليها، وتخصيص اكثر من نصف مساحة المدينة للحدائق العامة «ارضاً خضراء». وحددت البناء ب12 في المئة فقط من اراضي المدينة، وفرضت رسوماً باهظة على اقامة المباني تصل الى 30 الف دولار للمسكن الواحد. وعمدت الى هدم كل مبنى يقام من دون ترخيص. وفي البناء اتبعت سياسة تقوم على عدم منح ترخيص بناء على اي ارض ليس فيها سند ملكية (طابو)، وهو ما ادى الى حرمان اهل المدينة من البناء في نصف المساحة المخصصة للبناء. ثم جاء الجدار الفاصل الذي التف حول المدينة بطول 207 كيلومترات، وصادر منها حوالى 40 دونماً، وهدم في طريقه عشرات المباني والمنشآت. وتشير احصاءات متطابقة الى ان اسرائيل هدمت منذ احتلال المدينة اكثر من 8500 مسكن لاسباب متنوعة. وبدأت اسرائيل سياستها الرامية للاستيلاء على ارض القدس وتغيير الميزان الديموغرافي فيها منذ اليوم اليوم لاحتلال المدينة. ففي 11 حزيران (يونيو) عام 1967، اقدمت على هدم حي المغاربة وحي آخر في محيط بالمسجد الاقصى. وكان حي المغاربة يضم 135 مبنى بين بيت ومدرسة ومسجد ومنشأة. وفي محيط الحرم القدسي هدمت اسرائيل 200 بيت ومبنى. ثم هدمت في الفترة ذاتها قرى اللطرون الثلاث الواقعة شمال غربي المدينة التي كانت تضم خمسة آلاف بيت ومبنى. ومنذ العام 1973 اتبعت اسرائيل سياسة تهدف الى المحافظة على ما تسميه «غالبية يهودية» في القدس الكبرى التي تضم القدسالشرقيةوالغربية بحيث لا تزيد نسبة العرب على 22 في المئة من اجمالي سكان المدينة. وأوقفت المصادقة على جميع المخططات الهيكلية للقرى والتجمعات الفلسطينية. وأصدرت قانوناً يمنحها الحق في مصادرة بطاقة الهوية من اي مواطن مقدسي يمضي سبع سنوات خارج المدينة او يحصل على جنسية دولة اجنبية.