شدد أمير المدينةالمنورة فيصل بن سلمان أن آفة المخدرات مرتبطة بعدد من الجرائم الأخرى مثل الإيذاء والعنف والسرقات وغيرها، لافتاً إلى أن ذلك «يحملنا جميعاً المسؤولية في مكافحة المخدرات كواجب وطني وديني». وفيما أكد الأمير فيصل أن «الجميع في هذا البلد متطوعين ومساندين لعمل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في الوقاية من خطر هذه الآفة»، قال المدير العام لمكافحة المخدرات اللواء أحمد الزهراني أن المركبات الكيماوية في المخدرات المتداولة في هذه الأيام تختلف عن المخدرات المتداولة سابقاً، بل ثبت أن نسبة المادة المخدرة في تركيب المواد لا تتجاوز 10 في المئة، والباقي إضافات مدمرة تجعل المتعاطي عدوانياً بفترة 3 أشهر، مثلما أثبتت الفحوص المخبرية. ولفت الزهراني في سياق الملتقى التعريفي العاشر للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» إلى أن المخدرات تقوم بتنمية النزعة العدائية لدى الأشخاص، مما يترتب عليه قدرة الشخص على الاعتداء على والديه، وتشير التقارير الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات إلى أن نسب تعاطي المخدرات في المملكة بلغت في العامين الماضيين 1434-1436ه 112 ألف و775 قضية. وأضاف اللواء الزهراني أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط كميات مهولة من المخدرات ويلاحظ من خلال البيانات التي تصدر كل عام بأن الهدف ليس مادياً، بل هو لتدمير شبابنا وبلدنا، واستطرد بالقول إن جهاز المكافحة أحبط مصانع عدة خارج المملكة كانت تصنع حبوب الكبتاغون خصيصاً للسعودية. ووصف اللواء الزهراني «نبراس» بأنه مشروع وطني كبير يخدم أبناء هذا الوطن من خلال العمل على مكافحة المخدرات، مستعرضاً الجهود المبذولة لحماية الشباب من هذه الآفة وتعقب المروجين لها، مشدداً على أهمية الدور المناط بالأسرة ومؤسسات المجتمع بالتعاون مع مكافحة المخدرات وجميع الجهات الأمنية والتوعية بأضرارها، وما تسببه من آثار سلبية على الفرد والمجتمع. وقدمت إدارة مكافحة المخدرات فيلماً وثائقياً استعرض جهود الدولة في هذا المجال، ممثلة في وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى في ضبط كميات المخدرات، ثم تناول العرض أهداف مشروع «نبراس» وبرامجه. عقب ذلك ألقى الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رئيس مجلس إدارة مشروع «نبراس» عبدالإله بن محمد الشريف كلمة بين فيها أهداف واستراتيجيات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وأهدافها، التي من أبرزها رسم السياسات الوطنية في مجال المكافحة وإنشاء صندوق للدعم والتأهيل والإشراف على اتفاقات التعاون الدولي والهيئات العربية والدولية في هذا المجال، وبين أهدافها تكوين الوعي الصحي والاجتماعي والثقافي لدى أفراد المجتمع في أضرار المخدرات وتحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، وتعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال مكافحة المخدرات وتطوير البرامج العلاجية والتأهيلية لمرضى إدمان المخدرات وفتح المجال العلاجي أمام القطاع الخاص بالتعاون مع وزارة الصحة. يذكر أن مشروع «نبراس» جاء بتوجيهات من ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ونصت التوجيهات بأن تتولى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، الذي يشتمل على ثمانية برامج حيوية يتم تطبيقها في كل مناطق ومحافظات ومراكز المملكة.