لم أرغب في وصف ما حدث في المباريات الأولية للمنتخبات العالمية في جنوب أفريقيا بالفشل الكبير، ونحن جميعاً نشاهد «تواضعاً» في مستويات المنتخبات العريقة، صاحبة التاريخ البطولي على مستوى العالم، والمدججة بأفضل لاعبي قارات العالم. فعلى رغم مطالبات البعض من المحليين والنقاد أن نتجاوز المباراة الأولى، التي عادة ما تتأثر بنواحي الانسجام ما بين اللاعبين، وتتأثر كذلك بعامل جس النبض، وخلافه من الأمور التكتيكية والنفسية، إلا أن ما جرى مع مباريات الجولة الثانية لا يمكن إغفاله والبحث معه عن أعذار جديدة لنجوم المنتخبات العالمية، ومن خلفهم الأجهزة الفنية، التي برهنت على عدم تجهيزهم لفرقهم بالشكل المثالي، وهو ما أدى لتذبذب المستوى الفني، كذلك في نتائج بعض المنتخبات، التي جاءت مزعجة ومحبطة لعاشقي كرة القدم في المقام الأول، فتراجع منتخب عريق كفرنسا ومثله منتخب إنكلترا، وإيطاليا وقد يلحقهم بالتواضع أيضاً إسبانيا والبرتغال، فهذا بحد ذاته إحباط فعلي لمحبي المتعة والتشويق، وحينما أتجاهل مثلاً منتخبات الكاميرون وساحل العاج، وجنوب أفريقيا، فأنا أدرك صعوبة المهمة أمام هذه المنتخبات، التي تلعب وفق إمكانات محدودة، لا يمكن مقارنتها بتاريخ وعراقة منتخبات أوروبية كإيطاليا وإسبانيا وانكلترا والبرتغال. بالفعل أصاب لاعبو المنتخبات الأوروبية جماهيرهم ومحبيهم وعاشقي كرة القدم بخيبة أمل وصدمة محبطة وهم يشاهدون الأداء الباهت والمتذبذب، والغير مقنع بتاتاً مهما وجدت الأعذار، لذلك لا نستبعد زيادة التشاؤم لدى المتابعون للمونديال العالمي الذي أثبتت أدواره الأولى أنه الأضعف فنياً والأقل إثارة عن أقرانه السابقين في نهائيات كأس العالم ومن يعرف فقد يرمي بعض المدربين واللاعبين بالاتهام صوب الكرة «غابولاني» ولأبواق «فوفوزيلا» بالسبب المباشر لتواضعهم الفني والتنافسي! هذا العتب والحيرة من محبي كرة القدم لا يعني تجاهل التطور والانضباطية التكتيكية التي سار عليها أكثر من منتخب حديث العهد جلب معها لنفسه نقاطاً مهمة اعتبرت أمام المحليين مفاجئة كروية تستحق المراجعة والبحث والتقصي؟ ومن وجهة نظر اعتبر المشاحنات والتلاسن داخل معسكرات المنتخبات الأكثر خبرة وتمرس كفرنسا وانكلترا هي المفاجأة الكبرى، التي لم تكن على البال والخاطر، بالذات أننا في المجتمعات العربية نعتبرها القدوة والمثال الرائع لحال تطور العقلية الاحترافية والرياضية؟ بالمختصر قبل أسابيع توقعت أن تزداد الأخبار الصحافية المقرونة بتصاريح مفبركة تسمى أخبار الصيف، ولم أتوقع أن ترتفع حدتها لدرجة تنافسية ما بين الأقسام الرياضية أدت بالنهاية أن يبقى المتابع الرياضي في «حيرة» كبيرة أي الحقيقة في هذه الأخبار. أعجبني التروي الكبير لدى غالبية الأندية في عملية التعاقد مع مدربين ولاعبين أجانب ومحليين، إلا أن هذا الإعجاب قد يتحول لاستغراب لو استنفرت هذه الأندية تعاقداتها، وتفاوضها مع الوقت البدل الضائع من الفترة المقررة من لجنة الاحتراف. [email protected]