في الوقت الذي انحسرت زراعة الزهور العطرية خصوصاً في المدن التي بدأت تنتشر فيها محال بيع الورد، نظمت مدينة تعز اليمنية مهرجاناً لإحياء التراث الشعبي وتقاليد الزهور المعروفة باسم «المشاقر». وتخلّلت المهرجان الذي حمل اسم «الرياحين»، حفلات موسيقية وعروض أزياء ومطبخ شعبي لوجبات تمثل مختلف مناطق محافظة تعز، إضافة إلى معرض صور التقطتها الباحثة المهتمة بالتراث الشعبي أروى عثمان. كما تضمن المهرجان فقرات شعبية للمنولوجيست آدم سيف ومحمد الأضرعي، وحفلة موسيقية لفرقة النورس ومسابقة للألعاب الشعبية. وشارك عشرات الصبايا اللواتي ارتدين الزي الشعبي لمناطق تعز في كرنفال موسيقي، غُرست خلاله 100 شتلة من الورود والرياحين، التي تشتهر بها المحافظة. وكانت تعز تعرف بزراعة النباتات العطرية مثل الريحان الذي يزرع في اصص على سطوح المنازل والشرفات، ويشكل جزءاً رئيساً في تكوين «المشقر» وهو باقة أزهار تضعها المرأة عادة أعلى الأذن. وما زال البعض يحرص على جلب الريحان والفل والزنبق خصوصاً في ايام الخميس والمناسبات. وينطوي التراث الغنائي الشعبي على اشارات الى ازهار الزينة المعروفة باسم «المشاقر» مثال «الاخضري من العدين بكر مشدته بيضاء ومشقره اخضر». فيما تقدم أغنية شهيرة للمطرب محمد مرشد ناجي مجادلة بين الفل وورد نيسان تدور حول ايهما يحظى بالحفاوة والترحاب. وبحسب المنظمين، فإن المهرجان يهدف إلى إعلاء الذائقة الجمالية من خلال إحياء ثقافة الورد، وتسليط الضوء على الموروث الشعبي في تعز وتعزيز الاهتمام به وتوثيقه.