تحول النهار إلى ليل في منطقة القصيم وبعض المحافظات والمراكز التابعة لمنطقة الرياض، كالمجمعة وحوطة سدير وجلاجل وتمير، إذ تعرضت تلك المدن إلى موجة غبار غير معتادة، لم تختفِ إلا بعد هطول الأمطار. وكانت منطقتا الرياضوالقصيم شهدتا موجات غبارية متفاوتة خلال الأيام الثلاثة الماضية، قبل أن تتضاعف هذه الموجات خلال فترة الظهيرة اليوم، وتتسبب في تدني مستوى الرؤية في كثير من المواقع. وأوضح المتخصص الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن هذه الحال التي تعيشها أجواء المملكة، جاءت نتيجة الفترة الانتقالية من فصل الربيع إلى فصل الصيف، واصفاً هذه الفترة ب«العنيفة» على مستوى الأجواء، لافتاً إلى أن هذه الموجات الغبارية ستستمر على مدى شهر كامل. وقال الزعاق في حديث إلى «الحياة»، إن الغبار ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزداد عصف الريح «والعصف يحدث عندما يكون الفارق الحراري بين الدرجة الصغرى والعظمى عالياً، وهذه الحال تحدث عادة في هذه الفترة الانتقالية من موسم الربيع إلى موسم الصيف، فولادة موسم الصيف تكون عادةً متعثرة، فيما تعتبر الجزيرة العربية حلبة الصراعات العالمية بين الجبهات الشتوية والصيفية، فكل جبهة تحاول أن تسيطر على المنظومة المناخية، وهذا ما يتمثل في مرور أربعة فصول خلال فترة واحدة، تماماً كما يحدث في الوقت الحالي». وأشار إلى أن التقلبات المناخية التي تعيشها المملكة ستستمر على مدى شهر كامل، مضيفاً: «ما يحدث يعد طبيعياً في هذه الفترة، لحين دخول فصل الصيف فعلياً بعد شهرين، فعند دخوله يكون الغبار في طبقات الجو العليا، إلا أنه لا يضر كحال الغبار الحالي الذي يحيط بنا بشدة، فهذا الغبار أتانا من صحراء العراق والشام، وتزداد حدته كلما تعمق جنوباً، إذ يمر على شمال شرق المملكة ثم المنطقة الوسطى ثم إلى جنوبها حتى تخف حدته تدريجياً». وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض طالبت أول من أمس جميع المستشفيات بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى، وذلك بسبب موجة الغبار التي تشهدها المملكة.