فشل رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، خلال زيارته محافظة السليمانية أمس، في عقد تحالف كردي مع العرب السنّة في مواجهة الشيعة. وعزا رئيس «كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني» التابعة لرئيس الإقليم مسعود البارزاني، رفضهم كون الوضع بشكله العام في العراق متأزم ولا يتحمل أي تحالفات، مبدياً استعداده تقديم أي مساعدة للجميع بشكل دائم. وحض الجبوري الكتل الكردية على مباشرة نشاطهم في بغداد وتعهد متابعة ما تعرضوا له خلال اقتحام المتظاهرين من أتباع التيار الصدري مقر البرلمان نهاية الشهر الماضي ووقوع اعتداءات على بعض الأعضاء. وقال القيادي في تحالف القوى الوطنية عبد القهار السامرائي في تصريح ل «الحياة» إن «الجبوري حريص على جمع المكونات العراقية تحت قبة البرلمان ضمن سلطته القانونية، والأكراد عنصر أساسي إلى جانب العرب السنة، ومن دونهم لا يمكن عقد جلسة في أي حال من الأحوال». وأشار إلى أن «الأكراد والسنة تعرضوا إلى غبنين سياسي وتنفيذي وتحملوا أعباء ليس لهم بها طرف، لذلك يسعى إلى جمعهم». وأضاف أن «الجبوري يحرص في الوقت ذاته على تقبل الطرح الإيجابي للنواب داخل التحالف الوطني (الشيعي) وأنه يسعى إلى عقد جلسة موحّدة لا ضير في أن تعقد في بغداد في حال عدم وجود موانع أو في أي محافظة عراقية أخرى». وكانت قررت الكتل الكردية في البرلمان الاتحادي عدم العودة إلى بغداد بسبب ضبابية الموقف الحكومي، فيما دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى إجراء استفتاء على الاستقلال أو البقاء في العراق. من جانبه قال رئيس كتلة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» خسرو كوران ل «الحياة» إن «زيارة الرئيس سليم الجبوري إلى إقليم كردستان تأتي لغرض الحصول على إنقاذ للعملية السياسية في العراق عن طريق الرئيس مسعود البرزاني رئيس الإقليم، كما تمت الاستعانة به في 2005 و2006 و2010 عندما اقتضت الحاجة لغرض طرح مشروع وطني للخروج من الأزمات». وأكد أن «الأكراد في الوقت الحالي لن يكونوا في تحالف مع السّنة العرب ضد الشيعة أو مع أي طائفة أخرى». وذكر النائب بختيار شاويس، عن «كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني» التابعة إلى رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني أن «الجبوري جاء لبحث الأوضاع الراهنة وما حدث في مجلس النواب مع نائبه آرام شيخ محمد وبقية الأعضاء الكرد في السليمانية»، مشيراً إلى أنه «سيجتمع أيضاً مع القيادة السياسية الكردية في أربيل، عاصمة الإقليم، لبحث الأوضاع الراهنة ومسألة عودة النواب الكرد إلى مجلس النواب، الذين قرروا عدم العودة إلى بغداد إذا لم يحصلوا على ضمانات». وكان آلاف المحتجين الغاضبين من أتباع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر داهموا، في الثلاثين من الشهر الماضي، مقر البرلمان في المنطقة الخضراء المحصّنة ببغداد وقاموا بالاعتداء على عدد من النواب، بينهم أكراد.