طالبت اختصاصية اجتماعية بوضع آلية تلزم من يكتشف إصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» بالعلاج، وإجراء فحص على أفراد عائلته إذا كان متزوجاً، معتبرةً تهربهم من تلك الآلية من أنواع الإيذاء والعنف الذي يمارس تجاه الأسرة. وقالت الاختصاصية الاجتماعية في مجمع الملك سعود الطبي هيا بالبطين خلال الدورة الثانية العلمية للتعامل مع حالات العنف والإيذاء ضد الاطفال التي عقدت أخيراً ونظمتها وزارة الصحة ل«الحياة»: «بعض الأزواج عند اكتشافهم بمرض نقص المناعة لا يريدون العلاج، ويرفضون خضوع أفراد أسرتهم للفحص»، مشددةً على أهمية عدم استقبال العمالة المنزلية الموقتة، فمنهم مصابون بالإيدز، قد هربوا من المستشفى. من جانبه، أوضح مصدر مطلع في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة» أنه لم يخضع أي مواطن للعلاج من مرض نقص المناعة بالقوة من الجهات القانونية، إذ إن بعض الحالات التي يتم اكتشافها بإصابتها يكون طلب الفحص إرادة نفسية، وبعد التأكد من الفحوصات بأنها إيجابية يعطى مهلة أسبوع ليحضر أفراد أسرته، لإجراء الفحوصات إذا كان متزوجاً، وفي حال رفضه توجد جهة قانونية تلزمهم بذلك. وأضاف: «توجد لجنة الاستشارات خصوصاً في مرض الإيدز لتقدم الاستشارات اللازمة قبل وبعد الفحص، وبعد التأكد من إصابته، فإنه يتم تحويله إلى المستشار النفسي الخاص»، لافتاً إلى أن المصاب بالمرض ليس شخصاً عدائياً أو انتقامياً، لكنه يمر بمراحل نفسية صعبة. وذكرت رئيسة الجمعية السعودية للإيدز الدكتورة سناء فلمبان أن الجمعية تعمل بشكل متكامل مع الجهات المختصة في وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة الايدز، وعادة ما يتم تحويل المصابين إلى الجمعية بعد اكتشافهم للاندراج ضمن الخدمات التي تقدمها، وبحسب حاجة كل فرد بناء على نموذج دراسة الوضع الاجتماعي للحالة، مشيرةً إلى أن الحالات التي تكتشف إصابتها بالإيدز فانه من المتوقع أن ينتاب الفرد نوع من الرفض النفسي وعدم اقتناعه بالاصابة بالفيروس، ويلجأ المصاب إلى زيارة عدة قطاعات طبية للتأكد من الإصابة، وبعد مرور فترة بسيطة يتغلب المصاب على هذه المرحلة، ويستسلم للوضع ويندرج تحت العلاج والمتابعة الصحية. ولفتت إلى أن بعض الحالات قد تعاني من العديد من الأعراض المصاحبة لاكتشاف المرض مثل العزلة والاكتئاب، وبعضهم من النقمة على المجتمع، لكن إذا لجأ الشخص إلى الجمعية وطلب الانضمام إلى الخدمات النفسية والاجتماعية التي تقدمها فانه يخضع إلى جلسات منفردة وجماعية بحسب ما يحتاج وضعه النفسي، وحضور مجموعات الدعم، واستطاع الكثير التغلب على هذه الحالات النفسية التي تنتاب المصاب، مؤكدةً أهمية الكشف المبكر عن الايدز والاندراج للعلاج والمتابعة الصحية قبل تدهور الجهاز المناعي، ما يصعب مقاومة الفيروسات والأمراض الانتهازية التي تنتج منها.