أكد رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أن «أمن لبنان واستقراره مهمان جداً لمصر ولا نقبل بأن يمسا بأي شكل»، مشيراً الى «أننا في منطقة شائكة»، وداعياً المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه فك الحصار عن قطاع غزة. واجتمع نظيف في اليوم الثاني من زيارته للبنان في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتي يرأسها مع نظيره اللبناني سعد الحريري، مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، ونوه بإدارة رئيس الجمهورية لهيئة الحوار الوطني معرباً عن اهتمام مصر بأن يكون الحوار ناجحاً يؤدي الى الاستقرار، ومشدداً على التواصل مع كل الأطراف في لبنان. وجاءت تصريحات نظيف الذي أنهى زيارته عصرا، في ظل استمرار جهود بعض منظمات المجتمع المدني لتسيير رحلتين لسفينتين واحدة تضم نساء والثانية تضم صحافيين وإعلاميين، تحملان مساعدات الى قطاع غزة، في ظل تهديدات إسرائيل للحكومة اللبنانية بأنها مسؤولة عن أي سفينة تخرج من الموانئ اللبنانية. وعلمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أن عدداً من الدول الأجنبية بعث بتقارير عن تبلّغ ديبلوماسيين في تل أبيب من السلطات الإسرائيلية بأنها تعتبر أن لبنان «في حالة حرب وعداء معها وأنها ستتصرف على هذا الأساس مع أي سفينة تبحر من لبنان». كما أشارت التقارير الواردة الى بيروت الى أن الجانب الإسرائيلي طرح شروطاً، في الآونة الأخيرة على الأممالمتحدة إزاء إمكان إخلائه الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة منها أن تتسلمها الأممالمتحدة وألا يقدم الجانب اللبناني على إحداث أي تغيير على الأرض فيها وإلا عاد الجيش الإسرائيلي اليها، وأن لبنان رفض هذه الشروط. وكانت التحذيرات التي أطلقتها إسرائيل إزاء التحضيرات لانطلاق سفن لكسر الحصار عن غزة من لبنان اتهمت «حزب الله» بتنظيمها، وأشارت الى إمكان وجود أسلحة على متنها، ما دفع «حزب الله» الى إصدار بيان «تعليقاً على التصريحات الإسرائيلية بالتهويل والاتهامات المسبقة»، أشاد فيه «بالخطوات الإنسانية الهادفة الى كسر الحصار ومنها حركة السفن السابقة واللاحقة». وأكد «إيمانه بأن نجاح التحرك وسلامته مرهون بأن يكون تحركاً مدنياً وشعبياً ولذلك قرر أن يبقى بعيداً من هذا التحرك الإنساني سواء على مستوى التنسيق أم الدعم اللوجستي أم المشاركة البشرية، ليس بخلاً وإنما تفويتاً على العدو فرصة اتخاذ أي ذريعة للاعتداء على المشاركين في هذا التحرك». وفي وقت لم يحدد موعد لانطلاق أي من الباخرتين، فإن إحداهما تضم 4 راهبات أميركيات من أصل 50 سيدة 30 من لبنان و20 من سورية ومصر والأردن. وفيما عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة بعد ظهر أمس من أجل إنهاء مناقشة مشروع موازنة العام الحالي التي طالت أكثر من 3 أشهر بسبب الخلافات على بعض بنودها، عرض الرئيس سليمان الذي ترأس الجلسة نتائج زيارته سورية الثلثاء الماضي. ونقلت مصادر وزارية عن سليمان تأكيده أن لا صحة للأنباء التي ذكرت أنه لقي انزعاجاً سورياً من طرحه مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، مؤكداً أنه طرح الأمر نظراً الى ما يثار حول الحدود البحرية مع إسرائيل وعملية التنقيب عن النفط. وكانت المعلومات السورية الرسمية أشارت الى اتفاق الرئيسين على تكليف لجان بدراسة حقوق سورية ولبنان في مياههما الإقليمية وجمع المعلومات تمهيداً للمباشرة في ترسيم حدودها. وأكد مكتب الحريري الإعلامي أمس أن ترسيم الحدود بين لبنان وسورية «مسألة بين جارين عربيين شقيقين وبحثها يجرى بعيداً من التصريحات الإعلامية»، وذلك تعليقاً على قول الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أنه تلقى تأكيدات من سورية في شأن ترسيم الحدود. وعاد الى بيروت من باريس أمس البطريرك الماروني نصرالله صفير بعدما التقى فيها الرئيس نيكولا ساركوزي وعدداً من المسؤولين الفرنسيين. وقال صفير في بيروت إن العلاقات بين لبنان وسورية «يجب أن تكون سليمة وودية ومخلصة». وكانت تصريحات لصفير أشارت الى أن «ما يسمى «حزب الله» يتلقى دعماً من الخارج، أثارت ردود فعل فأصدر الحزب بياناً اعتبر فيه «ان استعمال البطريرك تعبير ما يمس بحزب الله فيه نوع من الإنكار وإساءة واستهانة وهو ما لا نريد أن نعتقد أنه كان مقصوداً من غبطته فهل يرضى غبطته أو محبوه أن يقال عنه ما يسمى بالبطريرك؟. قد نختلف في السياسة ولكننا من يحرص على احترام المقامات التي هي أولى بالحرص على احترام الآخرين نظراً الى موقعها الديني والمعنوي». وقال صفير رداً على سؤال بعيد عودته الى بيروت ان «ما يسمى بحزب الله عبارة تقال عن كل الأمور التي ترد في فكر الإنسان وهو حزب موجود طبعاً ولا يمكن إنكاره».