أبدى رئيس الحكومة المصرية احمد نظيف ارتياحه الى «الاستقرار السائد على الساحة اللبنانية سياسياً وأمنياً»، ونوه ب «إدارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لهيئة الحوار الوطني وانعكاس ذلك ايجاباً على المستوى الداخلي». وكان نظيف زار امس، قصر بعبدا يرافقه وفد وزاري، غداة المحادثات التي اجراها مع نظيره اللبناني سعد الحريري في اطار اجتماعات الدورة السابعة للجنة العليا اللبنانية - المصرية المشتركة، وعرض مع الرئيس سليمان العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات وفي كل المجالات. وتناول اللقاء بحسب بيان المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري «العلاقات العربية - العربية ووجوب تعزيز التضامن العربي لتمتين الموقف ومواجهة التحديات المطروحة راهناً، وكذلك اهمية حصول مصالحة فلسطينية - فلسطينية لما فيه مصلحة جميع الفلسطينيين من خلال تقوية موقعهم التفاوضي مع اسرائيل. ونوه سليمان بالتعاون بين لبنان ومصر، وشدد على وجوب توسيع دائرة التضامن العربي». لقاء بري وزار نظيف رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرافقه الوفد الوزاري والسفير المصري لدى لبنان أحمد البديوي، في حضور الوزير عدنان القصار والمسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي والمستشار الإعلامي علي حمدان. ووصف نظيف لقاءاته في تصريح بأنها «تؤكد مرة أخرى معاني الوفاق والتقارب الكبير بين الشقيقين لبنان ومصر، امتداداً لما تم بالأمس في اجتماعات اللجنة العليا المصرية - اللبنانية، وناقشنا كل الأمور السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، إضافة الى الشؤون العربية، وكان هناك توافق كبير في وجهات النظر، ومصر تؤكد دائماً دعمها للبنان الشقيق خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من تطور علاقته السياسية والحوار بين كل القوى اللبنانية، ونهتم جداً بأن يكون حواراً ناجحاً يؤدي الى الاستقرار، وشددنا على ذلك وعلى التواصل مع كل الأطراف في لبنان لخدمة القضية اللبنانية وأمن الوطن واستقراره ووحدته». وشدد نظيف على ان «أمن لبنان واستقراره مهمان جداً لمصر، ولا نقبل بأن يمسا بأي شكل، ولكن علينا أن نعلم أننا في منطقة شائكة للغاية لأن القضية مهمة جداً، ومصر جزء مهم منها في ما يخص قطاع غزة والحصار الذي تتعرض له، وهي تطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه فك الحصار والضغط على اسرائيل لكي يتم ذلك، علينا ان نعبئ الجهود الدولية والعربية كي تخضع اسرائيل للمجتمع الدولي. ومصر اتخذت قرارها بفتح المعبر الى أجل غير مسمى لتحرير كل المساعدات الإنسانية والأفراد بين مصر وغزة». ولفت الى ان «ليست المرة الأولى يفتح فيها المعبر، فهو مفتوح عبر الشهور والسنوات الماضية ولكن لفترات محددة حتى نستطيع أن نتأكد من أنه سيؤدي دوره في إيصال المساعدات وعبور الأفراد. والآن بعد الحوادث الأخيرة قررنا فتح المعبر الى أجل غير مسمى، وكان المنفذ الرئيسي لمرور المساعدات من كل دول العالم، وجاءت قوافل المساعدات من دول كثيرة جداً ومرت عبر معبر رفح». لقاء الهيئات الاقتصادية وكان نظيف شدد خلال اللقاء الموسع الذي عقده مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية في «مركز عدنان القصار للاقتصاد العربي» على «اهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في عملية نمو الاقتصاد»، مشيراً الى «ضرورة الانفتاح الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية». وحضر اللقاء الوزير قصار بصفته ايضاً رئيس الاتحاد العربي لغرف التجارة والزراعة والصناعة في الدول العربية رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية والوفد المصري المرافق وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين. واعتبر ان لبنان ومصر مؤهلان «للانطلاق نحو العالمية وقيادة المبادرة لتحقيق قطاع خاص عالمي خصوصاً ان كل الحكومات العربية تعمل من اجل خلق بيئة استثمارية وتحرير الاقتصاد ودعم مشاركة القطاع الخاص. كما اتجهنا الى اتفاقات لتحرير التجارة بين الدول العربية وبين دول اخرى ونعني تحرير الحواجز الجمركية لتشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية». وشدد على «ان فرص الاستثمار في لبنان ومصر متاحة وهناك قدرة ورغبة لها عائد اقتصادي كبير». وإذ لفت نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد لمع الى ان نظيف «هو اول رئيس حكومة عربي يزور مقر الاتحاد في بيروت»، نوه القصار ب «الجهود المشتركة التي بذلت للتحضير لاجتماعات اللجنة المشتركة وتوقيع مجموعة واسعة من الاتفاقات والبروتوكولات التي تعزز العلاقات اللبنانية - المصرية في كل المجالات وفي طليعتها المجال الاقتصادي». وأمل ب «أن نستمر بالعمل سوية في سبيل التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقات وتطبيقها في شكل عملي على ارض الواقع، بما يمهد الطريق لتحقيق قفزة نوعية جديدة في العلاقات التكاملية على كل المستويات. ويقيني إن من شأن ذلك أن يمكننا من زيادة المبادلات التجارية والاستثمارية بين بلدينا بما لا يقل عن نسبة 50 في المئة». ولفت الى «ان لبنان مقبل على ورشة اقتصادية جديدة ونحن مصممون على الاستفادة من عوامل القوة التي يمتاز بها الاقتصاد اللبناني، والذي أثبت مناعة فائقة تجاه الأزمة المالية العالمية، حيث سجل معدل نمو بنسبة 9 في المئة عام 2009، فيما المؤشرات الحالية لعام 2010 تبشر باستمرار اتجاهات النمو المتوقع بين 7 و 8 في المئة». وقال: «هناك حالياً فرص وافرة وواعدة جداً للاستثمار في لبنان والمجال مفتوح الآن لكل من القطاع الخاص اللبناني والقطاع الخاص المصري للدخول في المشاريع الحيوية للبنية التحتية في إطار قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان المتوقع إقراره قريباً». ونوه ب «الخطوات الإصلاحية التي قامت بها الحكومة المصرية من تشجيع الاستثمار وخفض الضرائب وصدور قانون الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، الأمر الذي جعل من مصرنا الحبيبة قاعدة للاستثمار الوطني والعربي والدولي». وتحدث وزير الصناعة والتجارة المصري رشيد محمد رشيد عن «دور القطاع الخاص اللبناني في عملية النمو الاقتصادي»، مشدداً على «دور القطاع الخاص في مصر والشراكة بين القطاع العام والخاص». وعدد «المراحل التي قطعها الاقتصاد المصري منذ سنوات عدة»، مبدياً «تفاؤله بأهمية التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين وبين المصريين لما فيه مصلحة الاقتصاد في كلا البلدين». واعتبر «ان حجم الاستثمارات اللبنانية في مصر ايجابي». واتصل الرئيس نظيف بالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الموجود في ميونيخ. وزار وزير الطاقة المصري سامح فهمي نظيره اللبناني جبران باسيل الذي اوضح ان «الزيارة لتتويج عمل مضن من التعاون اللبناني- المصري لإيصال الغاز المصري الى لبنان، وتمت هذه العملية أخيرا وصادق المجلس النيابي على الاتفاق، ودخلنا فعليا في المرحلة التطبيقية، وتبلغ الكمية التي تصلنا نصف المطلوب لتشغل معمل دير عمار، واتفق على برمجة المدفوعات والكميات لنصل في القريب العاجل جدا الى تزويد مجموعات معمل دير عمار كلها بالغاز، عندئذ يعمل المعمل بكلفة سنوية أقل بكثير من كلفته الحالية». وأكد فهمي «أن للبنان الأولوية في هذا الموضوع على أي دول أخرى، لأنه بدأ هذا المشروع مع مصر منذ عهد الرئيس رفيق الحريري، وهو من القيادات التي كانت وراء هذا المشروع، وكان يتمنى الوصول الى هذا اليوم، الآن توج الامر مع رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الطاقة جبران باسيل، وأعتقد أننا سنشهد قريباً زيارات عملية توضح للشعب اللبناني تأثير الغاز في لبنان ومكان وجوده الآن ومستقبلا، كما سندعو إلى اجتماع في القريب العاجل لوزراء دول خط الغاز العربي بما فيها العراق».